أكد رئيس وحدة المسالك البولية في مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة، د. محمد الغانم، أن الكويت تمتلك قدرات كبيرة في مجال علاج العقم، لافتا إلى أن تدريب الأطباء يتم على أعلى مستوى في أكبر المراكز الطبية العالمية.

وقال الغانم لـ «الجريدة» إن تضخّم البروستاتا يكون مع التقدم في العمر، ناصحا بضرورة إجراء تحليل البروستاتا بعد سنّ الـ45 عاماً تجنّباً لمضاعفاتها.

Ad

وأوضح أن علاج العقم يحتاج إلى فريق طبي متكامل من أطباء المسالك البولية وتخصص النساء والتوليد، وكذلك أخصائي الأجنّة، مشيرا إلى أن سرطان البروستاتا يحتل المراتب المتقدمة كأكثر الأورام انتشارا لدى الرجال الكويتيين.

وشدد على أنه لا توجد سنّ معيّنة لليأس عند الرجال، طالما أن الرجل غير مصاب بمرض مزمن شديد، مستطردا: ولكن بالطبع مع التقدّم في العمر تقلّ جودة وكفاءة الحيوانات المنوية... وفيما يلي نص الحوار:

* بداية ما أكثر السرطانات انتشارا بين الرجال في الكويت؟

- وفقا لتقرير سجل السرطان في الكويت، احتل سرطان البروستاتا المراتب المتقدّمة كأكثر الأورام انتشارا لدى الرجال الكويتيين. ويعتبر سرطان البروستاتا من النوع بطيء النمو في الغالب، لكن توجد نسبة بسيطة من المرضى يكون الورم شرسا وسريع الانتشار، لذا وجبت التوعية به، وكشفه لإنقاذ حياة آلاف البشر.

ولا بدّ من التأكيد على أهمية الكشف المبكر في الوقاية والشفاء من هذا النوع من السرطان، وأنصح الرجال البالغين 50 عاماً بضرورة الفحص والكشف المبكّر عن سرطان البروستاتا، مع ضرورة إجراء الفحوص الطبية.

* ما أسباب العقم... وكيف تقيّم إمكانات المستشفيات والمراكز بالكويت في علاجه؟

- أسباب العقم كثيرة ومتعددة، فمن الممكن أن يكون بسبب خلل في إنتاج الهرمونات من الغدة النخامية، أو بسبب حالة مرَضية وراثية كمرض "كالمنز" و"كلفنتز"، أو قد يكون بسبب خلل في إنتاج الحيوانات المنوية من الخصية نفسها، بسبب تناول المنشطات والهرمونات، أو بسبب دوالي الخصية الذي يعتبر من أكثر الأسباب شيوعا للعقم عند الرجال، بسبب زيادة الحرارة، مما يؤدي إلى التأثير على عدد وكفاءة الحيوانات المنوية، وكذلك تأثيره السلبي على هرمون التستوستيرون، وفي هذه الحالة تحتاج إلى عملية جراحية لربط الدوالي.

ولا توجد سنّ معيّنة لليأس عند الرجال، طالما أن الرجل غير مصاب بمرض مزمن شديد، ولكن بالطبع مع التقدّم في العمر تقل جودة وكفاءة الحيوانات المنوية.

ولكن الكويت، ممثلة بوزارة الصحة والقطاع الخاص، تمتلك قدرات كبيرة في مجال علاج العقم، كما أن تدريب الأطباء يتم على أعلى مستوى في أكبر المراكز الطبية العالمية.

تطورات علمية

* من المعروف أن المجالات الطبية تتطور بسرعة مذهلة، فهل تواكب الكويت هذا التطور الطبي والعلمي السريع في علاج العقم؟ وما الجديد في هذا المجال؟

- بالطبع الكويت تواكب هذه التطورات المتسارعة والدولة تعمل على إدخال كل ما هو جديد إلى البلاد.

أما عن الجديد في عالم الطب في علاج العقم، فهو استخدام الميكروسكوب الجراحي لتحديد الأوردة الدمية والقنوات الليمفاوية، وكذلك استخدام جهاز الدوبلر للأوعية الدموية خلال عمليات ربط الدوالي، للتعرّف على الشريان المغذي للخصية ولتفادي إصابته، مما يؤدي إلى نتائج دقيقة للغاية.

كما أن هذه العمليات التي تُجرى تكون من عمليات اليوم الواحد، ومن العمليات الحديثة نسبياً عملية التفتيش المجهري للحالات الشديدة في انخفاض عدد الحيوانات المنوية، وهذه التقنيات متوافرة بالكويت.

فريق طبي متكامل

* هل يحتاج علاج العقم إلى طبيب مسالك بولية فقط، أم إلى أطباء نساء وتوليد وغيرها من التخصصات؟

- علاج العقم يحتاج إلى فريق طبي متكامل بين أطباء المسالك البولية وتخصص النساء والتوليد، وكذلك أخصائي الأجنّة.

تضخم البروستاتا

* كثير من الرجال يشتكون من تضخّم البروستاتا، فما هي أعراضها؟

- تضخم البروستاتا يكون مع التقدّم في العمر، ومن أعراضها الذهاب المتكرر لدورة المياه، وعدم الأريحية في التبول، وكثرة الاستيقاظ ليلاً للتبول، وهو مرض غالباً ما يبدأ بعد الخمسين من العمر.

وأنصح بضرورة إجراء تحليل البروستاتا بعد سن الـ45 عاماً تجنباً لمضاعفاتها، ولا بدّ من المراجعة الدورية للطبيب لمن يعاني تضخُّم البروستاتا. فأمراض البروستاتا الشائعة عند الرجال في الكويت تنقسم إلى نوعين، الأول بين الشباب من 20 – 40 عاما، على شكل التهاب بالبروستاتا.

أما النوع الثاني، وهو الأكثر شيوعا، فينتشر بين من هم أكثر من 50 عاما، وهو عبارة عن تضخُّم في البروستاتا.

وتنقسم مضاعفات تضخم البروستاتا إلى أعراض بولية والتهابات وآلام خلال التبول، ومن الأعراض البولية ضعف تدفّق البول، وتقطيع البول، وتكراره، مع احتمال الاحتباس البولي، ومن مخاطر هذه الحالة ضعف عضلة المثانة، مما يؤدي إلى احتباس دائم، وتكوّن حصوات المثانة البولية، كما أن بعض المرضى يصاب بفشل كلوي، بسبب الاحتباس البولي.

أما فيما يخص طريقة علاج البروستاتا، فهي إما بالعلاج التحفظي أو الدوائي أو الجراحي، ويتم ذلك من خلال تقدير الطبيب المعالج ودرجة المرض.

فبعد تشخيص المريض ومعرفة التاريخ المرضي منه، يطلب الطبيب عمل سونار للمثانة البولية للبروستاتا لمعرفة حجمها، ومن ثم الطلب من المريض إجراء تحليل وظائف الكلى والبول، للتأكد من عدم وجود التهابات في البول. وإذا كانت الأعراض خفيفة ننصح المريض بعدم الإكثار من شرب الماء قبل النوم بساعة إلى ساعتين، مع المتابعة الدورية مع الطبيب المختص.

وإذا كانت الأعراض متوسطة يتم صرف أدوية للمريض تساعد على ارتخاء عنق المثانة لخروج البول بسلاسة ويُسر، أو إعطائه أدوية تساعد على تصغير حجم البروستاتا إذا كان حجمها أكثر من 50 غراماً.

جراحة المنظار لـ «كَحْت» البروستاتا خلال 24 ساعة

قال د. الغانم إن بعض الحالات لا يستجيب المريض فيها للأدوية، خصوصا إذا كان يعاني حصوات في المثانة البولية، مع التهابات متكررة في البول، فننصحه بإجراء جراحة عن طريق المنظار لكحت البروستاتا.

وأضاف: وبعد ذلك يتم وضع قسطرة لمدة 3 إلى 4 أيام، أو كحت البروستاتا بالليزر، موضحا أن كل ذلك يتم في مستشفى جابر الأحمد للقوات المسلحة، وتكون الأولوية في تلك العمليات الجراحية لمرضى الأحجام الكبيرة من البروستاتا أكثر من 80 غراما، مردفا أن مدة بقاء المريض في المستشفى لا تزيد على 24 ساعة.