لبنان: إيمانويل ماكرون يتابع «التأليف» وقد يتدخل ضد المعرقلين
البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يطالب بحكومة طوارئ تتبنى الحياد في السياسة الخارجية
على وقع مهلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حدد منتصف سبتمبر موعداً لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، يجهد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى أديب لتذليل العقبات التي تحول دون إتمامه المهمة الموكلة إليه. وبدأت العراقيل بالظهور تباعاً غداة إقلاع طائرة ماكرون من بيروت، لمحاولة منع أديب من تأليف حكومة اختصاصيين مصغرة بعيدة عن أي تسييس أو محاصصة، بعد مطالبة بعض الأطراف في السلطة بإبقاء القديم على قدمه لجهة حجم الحكومة أو عدم التخلي عن بعض الوزارات الحساسة. وكشفت مصادر دبلوماسية لـ «الجريدة»، أمس، أن «الرئيس المكلف لن يتوانى في طلب مساعدة الفرنسيين في حال لمس خلال اليومين المقبلين نية لعرقلة مساعيه الحكومية»، مشيرة إلى أن «الرئيس ماكرون على دراية بكل التفاصيل وبهوية المعرقلين وهو سيبادر، إذا دعت الحاجة، إلى إجراء اتصالات بالقوى المختلفة وحثها على تقديم تنازلات لتسهيل عملية التأليف».
ودخل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الخط الحكومي مطالباً الرئيس المكلف «بتأليف حكومة طوارئ، مصغرة، مؤهلة، قوية، توحي بالجدية والكفاية والأمل». وقال خلال عظته أمس: «من الواجب تأليف حكومة تكون على مستوى الحدث الآني والمرحلة التاريخية. يستطيع الرئيس المكلف ذلك إذا التزم بالدستور والميثاق والديمقراطية الحقة. فإلى الآن كان الخروج عنها نهجاً توافق أهل السلطة فيه على المحاصصة والزبائنية والفساد والانحياز، فكان بالتالي انهيار البلاد». وأعاد الراعي التأكيد على دعوته إلى الحياد، قائلاً: «نتمنى أن تدخل الحكومة في بيانها الوزاري برنامج العمل على تحقيق ما اعتمدته الحكومات المتتالية من سنة 1943 إلى 1980، وهو أن سياسة لبنان الخارجية الحياد وعدم الانحياز».إلى ذلك، أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، جولة ميدانية في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، هي الأولى له، والأرفع لمسؤول فلسطيني إلى المخيم منذ سنوات طويلة.وأطلق هنية سلسة مواقف من المخيم بعد 24 ساعة على لقائه الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في زيارة اعتبرت أرفع لقاء بين الحزب و»حماس» بعد الخلاف ثم الفتور الذي ساد العلاقات بينهما بسبب الموقف من الأحداث بسورية، مما يؤشر الى أن هذه الصفحة طويت بينهما خصوصاً بعد أن أعادت «حماس» تطبيع علاقتها بالكامل مع إيران وتوجت ذلك بزيارة لقيادتها إلى طهران. ومن عين الحلوة أطلق هنية جملة مواقف أولها بخصوص الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي معتبراً أن «قطار التطبيع لا يمثل شعوب المنطقة لأن فلسطين ما زالت تسكن في ضمير شعوب الأمة». وإذ جدد الالتزام بحق العودة مشيداً بفلسطينيي الشتات، شدد هنية على أن «غزة ستبقى حرة رغم المؤامرات والحصار»، مؤكداً أن «المقاومة في القطاع تمتلك صواريخ لتدك بها تل أبيب وما بعد تل أبيب».