«السياحة» المصرية تبحث عن نقطة ضوء في نفق فيروس كورونا
السيول تضرب سيناء والبحر الأحمر... ومطالبة برلمانية عاجلة بالجاهزية
«ما صدقنا السياحة تشم نفسها يومين جت كورونا قفلتها بالضبة والمفتاح»، بهذه الكلمات لخص المرشد السياحي أحمد محروس، حال 12 ألف مرشد سياحي ضمن ثلاثة ملايين مصري يعملون في القطاع الحيوي، والذي تأثر سلبا من تفشي فيروس كورونا عالميا، مما أصاب حركة الطيران بالشلل ومعها قطاع السياحة، وتسعى مصر من أجل استعادة السياح كخطوة لإنعاش الاقتصاد المأزوم.يحكي محروس، الذي يعمل مع الأفواج اليابانية، لـ «الجريدة»، عن الانتعاشة الكبيرة التي شهدها قطاع السياحة المصري بين شهري أكتوبر ويناير الماضيين، مما شكل بارقة أمل لتعافي القطاع بشكل كامل من التأثيرات السلبية المتلاحقة منذ ثورة يناير 2011، لكن جائحة «كورونا» شكلت صخرة لجهود السياحة العالمية، ولم تكن مصر استثناءً.وتخفيفاً لمعاناة المرشدين السياحيين تبدأ الحكومة ممثلة بوزارة التضامن الاجتماعي، اليوم، في صرف دعم استثنائي لهم بقيمة 500 جنيه لكل مرشد مدة أربعة أشهر، وسيتم صرف الدعم بواقع ألف جنيه على شهري سبتمبر وأكتوبر.
ورغم أن المبلغ ليس كبيرا، فإن أحمد محروس رأى فيه خطوة إيجابية لمعاونتهم في مواجهة صعوبات الحياة، بعد توقف السياحة، بينما رأى نقيب المرشدين السياحيين، حسن نخلة، في حديثه لـ «الجريدة»، أن المساعدة الحكومية تأتي في وقتها؛ لأن المرشدين لا عمل لهم خارج السياحة. وتابع نقيب المرشدين: «الوضع الآن أسوأ من أوضاع ما بعد ثورة يناير 2011؛ لأن حتى السياحة الدينية والتي تحقق الربح لشركات السياحة توقفت، لذا الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في استعادة حركة السياحة، خصوصا مع بدء الموسم الشتوي الذي يشكل ذروة السياحة في مصر، لكن الخوف من هجمة كورونا الثانية على دول العالم».وأشار حسن نخلة إلى أن المؤشرات الأولية توضح أن هناك بداية لعودة السياح إلى شرم الشيخ والغردقة، خصوصا من بيلاروسيا وصربيا وأوكرانيا، مضيفا: «هناك شعور عام بالتفاؤل الحذر، نخشى من إعادة إغلاق حركة الطيران العالمية، لكن لا نملك إلا الدعاء، وأن يكون القادم أفضل من أجل آلاف الأسر التي تعتمد على السياحة كمصدر وحيد للرزق».وأعلن وزير السياحة والآثار، خالد العناني، أن مصر تخسر بمعدل مليار دولار نتيجة توقف توافد السائحين منذ منتصف مارس الماضي، لكن القطاع يسعى لبارقة أمل مع إعادة فتح مدن السياحة الشاطئية؛ شرم الشيخ والغردقة، بينما أعيد فتح الأماكن الأثرية منذ بداية سبتمبر الجاري، إذ تدر السياحة نحو 12 مليار دولار سنويا على الاقتصاد المصري.
مخاوف السيول
وبينما بدأت المساعدات المصرية في الوصول إلى السودان المنكوب بسبب الفيضانات والسيول غير المسبوقة، ضربت السيول وسط سيناء، وتحديدا جبل سانت كاترين للمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري، بينما ضربت السيول عدة طرق رئيسية في محافظة البحر الأحمر وقطعتها، لترفع السلطات المصرية حركة التأهب تحسباً لتمدد السيول التي تضرب السودان إلى جنوب مصر.مشاهد السيول الكاسحة في السودان أثارت مخاوف تكرارها في مصر، وهذا ما عبر عنه النائب بمجلس النواب، عبدالحميد كمال، الذي تقدم ببيان عاجل أمس، حول جاهزية الحكومة المصرية لمواجهة مخاطر الفيضانات المحتملة على ضوء ما حدث في السودان.وطالب النائب البرلماني رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، بالجاهزية واتخاذ جميع الإجراءات الحمائية والوقائية والاحترازية لمواجهة احتمالات أي مخاطر من الفيضانات، داعيا إلى عقد اجتماع حكومي عاجل لدراسة الأوضاع والسيناريوهات المحتملة، تفاديا للأزمة قبل حدوثها.في غضون ذلك، تلقت مباحث الأموال العامة بالقاهرة بلاغا أمس، من مدير بأحد مصانع الأخشاب التابع لشركة قناة السويس، يتهم فيه رجل الأعمال الموقوف صلاح دياب، بشراء المصنع بالتواطؤ مع مسؤولي بنك قناة السويس (مالك الشركة)، بمبلغ 12.8 مليون جنيه على الرغم من أن قيمة المصنع الفعلية تبلغ أكثر من 70 مليون جنيه، لتضاف التهمة إلى قضية التهرب الضريبي والبناء دون الترخيص التي ألقي القبض على دياب بسببها الأسبوع الماضي.