تسببت الفيضانات الناجمة عن السيول التي تضرب السودان في إغراق قرية كاملة شمال العاصمة الخرطوم، في وقت أعلن المجلس القومي للدفاع المدني ارتفاع حصيلة وفيات الكارثة إلى 102.

وقال المتحدث باسم المجلس العقيد عبدالجليل عبدالرحيم إن «قرية التمانيات غرقت تماما»، مضيفاً أن «عدد المنازل المتضررة من الفيضانات في زيادة مستمرة وبعضها انهار كله، كما تعرضت مناطق جديدة بالخرطوم لأضرار فيضان النيل خلال يومي الأحد والاثنين، بينها منطقتا اللاماب وأم دوم».

Ad

ووفق وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة «الأحداث» الخاصة، فإن جميع منازل قرية «التمانيات» البالغ عددها 350 منزلا انهارت تماماً، وأن السكان باتوا يقيمون في العراء ويحتاجون إلى خيام للمأوى.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار الهائل الذي خلفته الفيضانات العارمة التي اجتاحت السودان منذ بداية فصل الأمطار الخريفية في يونيو الماضي.

وغمرت المياه الشوارع والمنازل وتسببت في تضرر أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الآلاف، في كارثة هي الأسوأ منذ 100 عام، مما أدخل البلاد في حالة طوارئ عامة مدة ثلاثة أشهر.

في غضون ذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط تضامن الجامعة الكامل مع السودان ومساندته في جهوده لمواجهة تداعيات السيول والفيضانات.

ووجه أبوالغيط، في بيان للأمانة العامة للجامعة، بتقديم دعم مالي عاجل للحكومة السودانية من «صندوق دعم الشؤون الانسانية» لدى الجامعة لمساعدتها على مواجهة تداعيات الكارثة وتوفير الإغاثة للمتضررين.

وأوضح البيان أن أبوالغيط وجه بالعمل نحو سرعة عقد «الآلية المشتركة» بين الجامعة والجهات المختصة بالشؤون الإنسانية في الحكومة السودانية لوضع خطط عاجلة لدعم الخرطوم على الصعيدين الإغاثي والتنموي واستكمال بحث المشروعات التي يمكن أن تنفذها الجامعة في هذا المضمار في المرحلة المقبلة.

وأعرب عن خالص تعازيه للسودان قيادة وحكومة وشعبا ولأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الحكومة السودانية وقعت مع «الجبهة الثورية»، مصفوفتي الجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق السياسي للسلام، والترتيبات الأمنية أمس.

وذكرت الوكالة أن «التوقيع جرى بالأحرف الأولى على مصفوفة تنفيذ اتفاق السلام وشمل مسار الوسط، ومسار الشمال، ومسار اتفاق شرق السودان». وأضافت: «تم أيضا توقيع مصفوفة تنفيذ اتفاق السلام بمسار دارفور لبروتوكولاتها الثمانية من طرف الحكومة وفصائل الحركات المسلحة» بالإقليم المتضرر.

والأسبوع الماضي، وقعت الحكومة السودانية، وقادة الحركات المسلحة المتمردة في جوبا، اتفاقا للسلام بالأحرف الأولى، تضمن 8 بروتوكولات، أبرزها تقاسم السلطة، وتوزيع الثروة، والعدالة الانتقالية.

ومن المقرر أن يتم توقيع الاتفاق النهائية بشأن السلام في السودان مطلع أكتوبر المقبل.

وإحلال السلام في السودان، هو أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة عبدالله حمدوك، وهي أول حكومة منذ أن عزلت قيادة الجيش في أبريل 2019، عمر البشير من الرئاسة، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.

في سياق آخر، قام رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بزيارة قصيرة لإريتريا أمس. واصطحب البرهان معه مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبدالمجيد ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء ركن ياسر محمد عثمان.