بانوراما مجلس الأمة
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
لا أعرف لماذا يصر بعض النواب على استخدام لغة الإقصاء والتخوين فيما بينهم، والتي كان يعاب بها على المعارضة السابقة، رغم أن الصوت الواحد يفترض من حسناته القضاء على تلك الظاهرة. بالرغم من ضعف الأداء الحكومي وتضارب قراراتها فإن تسابق النواب على تقديم الاستجوابات بهذا التوقيت بالفعل يثير الكثير من علامات الاستغراب، ولا يوجد لها تفسير سوى الجملة التالية: "قاتل الله بريق الكرسي والمال عندما تعمى القلوب". من باب الإنصاف هناك بعض النجاحات التي سجلها مجلس الأمة، رغم أنها نجاحات فردية تحسب لبعض ممثلي الأمة، لكن مجمل الأداء البرلماني لم يصل إلى مرحلة النضوج ولأسباب كثيرة أثرت في نهج النواب، فجعلت بعضهم أداه توجه حيثما يشاء لمن يمسك بخيوط النفوذ السياسي والمالي.لقد عملت الحكومات المتعاقبة على إفراغ مجالس الأمة من أداء دوره الرقابي والتشريعي الذي نص عليه الدستور الكويتي، واستطاعت على مدى تلك العقود أن تجعل من النائب تاجراً ووسيطاً ومخلصاً للمعاملات. شئنا أم أبينا نحن المواطنين من يختار ممثلي الأمة وهذا قدرنا، رغم أننا قد نكون ضحية للمنظومة الانتخابية التي حرمتنا من ممارسة حقنا الكامل في التصويت كنسبة وتناسب، وإلى تقسيمة الدوائر التي خطط لها بعناية فائقة على أساس طائفي وطبقي وقبلي، ومع ذلك يجب علينا تجاوز هذه العراقيل والنظر إلى المصلحة العامة بدلاً من المصالح الضيقة. مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة نعود إلى المربع الأول وإلى مطالبة الناخبين في اختيار الأصلح من بين المرشحين وكأن المواطن بيده المفتاح السحري، لكننا كمواطنين نقولها وبالفم المليان بأننا لن نقدر على فعل شيء، وكل ما نقدر عليه تغيير أسماء النواب، أما غير ذلك فاسمحوا لنا، فأنتم من وضعنا في هذا الموقف الذي لا نحسد عليه، وأنتم من رسخ قناعة الاختيار في عقولنا، وما لم تغير الحكومة نهجها بالتعامل مع مجلس الأمة بحصر عملهم داخل مجلس الأمة.• لا أرى في الأفق القريب أي جدية بالإصلاح لا في هذا الوقت ولا في المستقبل المنظور سائلاً المولى عز وجل ألا يصدق ظني. ودمتم سالمين.