الحل لا يزال بعيد المنال في كشمير!
![ذي هيندو](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1599503590175683100/1599503611000/1280x960.jpg)
يختلف المراقبون حول احتمال معالجة هذا النوع من المشاكل القديمة عبر رفض مفاهيم مثل "هوية كشمير المنفصلة" بكل بساطة، أو التخلي عن شعارات "الإنسانية" و"الديمقراطية" في كشمير، أو جعل سكان الإقليم يدفعون ثمن أخطاء الماضي. قد يتبين في نهاية المطاف أن القناعة الراسخة التي تربط حل الأزمة بجعل السياسة في كشمير جزءاً مباشراً من السياسات الوطنية، بعيداً عن جميع القناعات والممارسات الماضية، فكرة خاطئة، إذ سيكون الأمر أشبه باقتراح حل مبسّط لمشكلة معقدة.لا يمكن فصل مشكلة كشمير عن الظروف الطاغية في أجزاء أخرى من العالم، حيث تخوض أنظمة كثيرة تغيرات متواصلة، وبالتالي يستحيل إبطال هذا الجانب الأساسي من التاريخ الحديث. في أنحاء العالم مثلاً، يبدو أن الأفكار الإسلامية الراديكالية بدأت تزداد شيوعاً ويمكن رصد تداعياتها ضمن فئة الشباب في منطقتنا أيضاً، فلم يعد الاكتفاء بالربط بين هذه النزعة وعواقب حركة الجهاد الأفغاني خلال الثمانينيات ممكناً، فقد نشأت قوى مؤثرة أخرى اليوم على غرار تنظيم "داعش"، ولا بد من الاعتراف بهذا الواقع رغم انتشار الادعاءات القائلة إن الحركات المتشددة المحلية في ولاية جامو وكشمير اندثرت، حيث تتعدد مكامن النفوذ الإسلامي الراديكالي في كشمير حتى اليوم، ويتّضح هذا الوضع عبر وجود ما يُسمّى "المقاتلين الانفصاليين"، وتتحرك هذه العناصر كلها تحت تأثير فكرة معينة ولا يمكن قمعها عبر استعمال القوة المطلقة. إنه جزء محوري من المسائل التي تحتاج إلى حل في كشمير.يجب ألا يفترض صانعو القرار اليوم أن غياب الابتكار أو صناعة السياسة هو الذي منع القادة السابقين من فهم حقيقة الوضع وإيجاد حل لمشكلة كشمير، ويجب ألا يعتبر القادة في دلهي أي مكاسب فورية بمثابة فجر جديد بل من الأفضل أن يتوقفوا لبرهة ويحاولوا التأكد من مسار الأحداث المرتقبة، كذلك يُفترض أن يصبح تجديد الوضع الطبيعي على رأس الأولويات العاجلة، حتى لو أصرّ عدد من كبار القادة السياسيين المنتمين إلى حزب "المؤتمر الوطني" أو "الحزب الديمقراطي الشعبي" أو "حزب شعب جامو وكشمير الديمقراطي" على انتقاد سياسات السلطة المركزية.أخيراً، يجب أن يبدأ نقاش حول المرحلة المقبلة لأن استخلاص النتائج بعد مرور أول سنة على التدقيق بالوقائع أصبح أساسياً، حيث تبقى النزعة الشعبوية القوية محدودة على بعض المستويات، ففي أي شكلٍ من الصراعات لا مفر من إصدار أحكام موضوعية في مرحلة معينة، وفي كشمير حان الوقت لفعل ذلك اليوم، ولا أحد يستطيع بعد الآن أن يتحمّل كلفة تعديلات تطورية إضافية في بيئة اجتماعية معقدة وخطيرة أصلاً.* «مايانكودو كيلاث نارايانان»