في تطور تزامن مع تراجع حجم تأييده لدى العسكريين لمصلحة منافسه الديمقراطي جو بايدن، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب قادة «البنتاغون» بأنهم لا يريدون أي شيء «سوى شن الحروب»، من أجل زيادة ثراء المؤسسات العاملة في مجال إنتاج الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية.وفي أوج زوبعة أثارها تقرير لصحيفة «ذي أتلانتيك» عن إهانته العسكريين وقدامى المحاربين، قال ترامب، خلال مؤتمر صحافي مفاجئ بالبيت الأبيض، «أنا لا أقول إن الدوائر العسكرية تحبني، لكن الجنود يحبونني. ربما القادة في البنتاغون لا يفعلون ذلك، لأنهم لا يريدون أي شيء سوى شن الحروب، حتى يتسنى لجميع هذه الشركات الرائعة، التي تصنع القنابل، والطائرات وكل شيء آخر، أن تكون سعيدة»، مشدداً بقوله: «لكن، نحن نخرج من الحروب التي لا نهاية لها».
إلى ذلك، أفادت مصادر في إدارة الأميركية بأن ترامب غير راضٍ عن عمل وزير الدفاع مارك إسبر ويسعى إلى الاستعاضة عنه بوزير شؤون المحاربين القدامى روبيرت ويلكي.ونقلت قناة «NBC» عن ثلاثة مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة أن ترامب أصبح مقتنعاً بضرورة إقالة إسبر، وبحث هذا الموضوع مع ويلكي بشكل مباشر في الشهر الماضي في البيت الأبيض.وأوضحت المصادر أن المناقشات تطرقت إلى إمكانية تعيين ويلكي قائما بأعمال وزير الدفاع فور إقالة إسبر، مشيرة مع ذلك إلى أن إجراء التعديل في قيادة «البنتاغون» من غير المرجح أن يتم قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر.
تبادل انتقادات
إلى ذلك، وصف الرئيس الجمهوري خصمه الديمقراطي بأنه «غبيّ» ليردّ عليه الأخير بالقول، إنّ يفتقر إلى «جرأة» التصدّي الجائحة الصحية، التي تحولت إلى صلب سباق الانتخابات.وفي حين توجّه بايدن ونائبته المحتملة كامالا هاريس إلى ولايتي بنسلفانيا وويسكونسن المتأرجحتين، عقد ترامب مؤتمراً صحافياً مفاجئاً في البيت الأبيض طرح فيه مجدداً إمكان التوصّل إلى لقاح مضادّ لوباء كورونا بحلول أول نوفمبر واتّهم خصميه في الانتخابات بإقحام السياسة في موضوع اللقاح بعدما قالت هاريس إنّها لن تثق بما يقوله بشأن مدى سلامة أي علاج وفعاليته.وتغنّى ترامب بتسارع وتيرة خلق فرص العمل بعد فقدان عشرات ملايين الوظائف، وشدّد على أنّ الولايات المتحدة في طريقها لتخطّي الجائحة، ووصف بايدن بأنّه «غبيّ» و«يريد إلقاء بلادنا في أحضان الفيروس، وإلقاء عائلاتنا في أحضان غوغائية اليساريين، وإلقاء وظائفنا في أحضان الصين».واعتبر ترامب ترامب أن «الديمقراطيين يلعبون لعبة قذرة، والخطوة الأكثر قذارة قد تكون الـ 80 مليون استمارة للتصويت لم يطلبها الناخبون، سيتم إرسالها إلى كافة أنحاء البلاد وهذه ستكون الحملة الأكثر قذارة».واتهم ترامب الديمقراطيين كذلك بالتجسس على حملته في 2016، مشيراً إلى أن منافسه الحالي والرئيس السابق باراك أوباما متورطان في ذلك.المرحلة الأخيرة
وتقليدياً تعطي عطلة عيد العمال إشارة انطلاق المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي قبل أقل من شهرين من موعد انتخابات الثالث من نوفمبر، التي تشهد حملتها مواجهة أبعد ما تكون عن التنافس التقليدي، وتتداخل فيها أزمات متعددة.فالمرشحون الذين عادة ما ينتقلون يومياً من ولاية إلى أخرى لإلقاء خطابات أمام حشود غفيرة يحدون من تنقلاتهم ويعتمدون بشكل أكبر على مشاركات عبر الفيديو.وغالباً ما تضيف الاحتجاجات المناهضة للعنصرية والتحركات المقابلة على الحملات الانتخابية عناصر لا يمكن التكهن بتداعياتها، آخرها تنظيم مواكب سيارة مؤيدة لترامب في ضواحي بورتلاند.وتوجّه بايدن، أمس الأول، إلى بنسلفانيا مسقط رأسه حيث التقى قياديين نقابيين ثم عقد اجتماعاً مع قادة اتحاد لعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية. وقال إن ترامب «افتقر إلى جرأة التصدي للوباء، وندرك أن أصدقاءه الأغنياء يعتبرونه رائعاً، لكن بقيتنا لا تعتبره كذلك».ووجّه بايدن انتقادات لترامب على خلفية اتهام صحيفة «ذي أتلانتيك» بإهانة العسكريين وقدامى المحاربين. وقال بايدن: «إنه بصراحة غير أميركي».هاريس وبنس
وتوجّهت هاريس إلى ويسكونسن وحذت حذو بايدن والتقت عائلة جايكوب بليك، الأميركي المتحدر من أصول إفريقية والذي أثارت إصابته الشهر الماضي برصاص الشرطة موجة احتجاجات عارمة وأعمال شغب.وهاريس المولودة لمهاجرين هي أول شخص أسود وأول متحدّر من أصول هندية يرشّحه أحد الحزبين الرئيسيين لمنصب نائب الرئيس، وقد تحدّثت هاتفياً مع بلايك الذي يتلقى العلاج في المستشفى، ولاحقاً التقت نقابات عمالية ورجال أعمال سودا في ميلووكي.ويعتقد مراقبون أن توجّه هاريس، التي تعد أول شخص أسود وأول متحدّر من أصول هندية يرشّحه أحد الحزبين الرئيسيين لمنصب نائب الرئيس، إلى ويسكونسن يمكن أن يشكل عاملاً مؤثراً في السباق نظراً إلى أن نسبة مشاركة السود في الانتخابات في هذه الولاية تراجعت في 2016.ومع توجّه بنس إلى ويسكونسن لإلقاء خطاب في مدينة لا كروس، تفاقمت التوتّرات في بورتلاند بعدما تجمّع المئات من مؤيدي ترامب، بعضهم يحملون الأسلحة وبزيّ عسكري، للمشاركة في مواكب سيّارة في المدينة التي شهدت احتجاجات استمرت أكثر من 100 يوم وأسفرت عن قتيلين.استعراض واحتجاجات
وفي استعراض قوة، قرر 150 إلى 200 بقيادة أعضاء من ميليشيا «براود بويز» الوطنية التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض مواصلة طريقهم حتى سالم عاصمة أوريغن. وانطلقت 300 سيارة بينها العديد من سيارات البيك-آب على الطرقات في محيط أوريغن سيتي على بعد 50 كلم من بورتلاند.ولليلة السادسة، شهدت مدينة روتشستر في ولاية نيويورك احتجاجات على مقتل الأميركي الأسود دانيال برود الذي كان يعاني اضطرابات نفسية بعدما وضع عناصر الشرطة كيساً من قماش على رأسه لمنعه بحسب قولهم، من البصق، وأبقوه مثبتاً على الأرض بالقوة حتى فقد وعيه.ودان بايدن لأول مرة حركة «أنتيفا» اليسارية المتطرفة، مؤكداً أنه يدين «العنف بغض النظر عن هويته ولم يلتزم الصمت بشأن هذه القضية على عكس ترامب، الذي اتهمه بأنه يشجب «حتى الآن خروج اليمين المتطرف واستخدام العنف».