بيدنا إنقاذ الكويت
رغم كم الفساد وشخوصه وقباحة فاعليه فإن الكويت تستحق منا الاتفاق على برنامج لإنقاذها من السقوط وحمايتها من اللصوص، فالكويت لديها من الإمكانات والمقومات البشرية ما يمكنها من تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من حياتنا.غالبية الكويت من الشباب المتعلمين، وقد تنوعت خبراتهم وقدراتهم، صحيح أن الإدارة العامة لم تحسن الاستفادة منهم، وربما عملت على إحباطهم لكن الأمر الآن مسألة حياة أو موت، والكل يدرك حجم المسؤولية وضرورة العمل لإعادة الأمل في مستقبل أفضل، ولا يوجد في الكويت من لا يريد لها السلامة. مجلس الأمة القادم يجب أن يكون مجلسا جادا ومؤهلا وقادرا على قيادة برامج التغيير إذا أحسنا اختياره، فالوضع لا يحتمل أعضاء يأتون للتكسب والمراوغة وتقديم خدمات خاصة مقابل التغاضي عن جرائم تؤدي بالبلاد إلى التهلكة، والوضع لا يسمح باختيار أعضاء عمي القلوب والعقول يشترون ضمائر الناخبين ويبيعون ضمائرهم لأصحاب النفوذ وأصحاب المصالح على حساب الوطن والمواطنين.
المرشح الذي يدفع ليصل إلى المجلس أو يكذب وينافق ويدعي ما ليس فيه ليخدع الناس هذا مصيبة عظمى للمرحلة الحالية والقادمة من حياة الكويت، والاصطفاف القبلي والطائفي والعائلي يجب أن يوظف إن كان لا مفر منه في تقديم أفضل ما عندهم من قدرات مؤهلة وشخصيات شريفة نزيهة نظيفة اليد والجنان، قوية في الإدراك والمواجهة وتقديم مشروعات الإنقاذ والإصلاح. نريد نوابا قادرين على تقديم ودعم ومتابعة برامج وطنية للتنمية والإصلاح وتوفير البدائل للخروج من مستنقع الفساد إلى ساحة البناء والإصلاح والتقدم. وقد ترك الأولون دستورا جيداً تم تجاوزه والتلاعب بمواده حتى أصبح الفاسد في القيادة والمصلح في السجون، وهذه جريمة بحق دستورنا، فمجلس الأمة لم يصن هذا الدستور، وبإمكان مجلس جيد أن يعيد للدستور مكانته وقوته ويلزم السلطة التنفيدية باحترامه.الانتخابات القريبة لمجلس الأمة تتطلب من الجميع الابتعاد عن الفتنة والفرقة، وعلينا التلاحم وتقديم خيرة شباب الكويت تحت راية وطن موحد، ولخدمة شعب داعم ومحصن بدستوره وحبه لوطنه. يجب على الأحزاب والتكتلات بكل أشكالها تقديم الشباب المؤهلين الذين يملكون الكفاءة والشجاعة والفهم الصحيح لدورهم في مجلس الأمة كمشرعين وموجهين ومتابعين ومصححين لما تقوم به السلطة التنفيذية، فقد صدمنا في الدورات السابقة لمجلس الأمة ببعض النواب الذين خانوا الأمانة وتربحوا على حساب الوطن، وعودة أي منهم أو من كان في شاكلتهم ستكون جريمة بحق الوطن وحقنا جميعاً ودمارا لما تبقى من وطننا العزيز.نعم بيدنا الإصلاح والإنقاذ وحماية الوطن لو اخترنا الأصلح.