الحدود الصينية - الهندية تشتعل مجدّداً: اقتحام خط لاداخ وتبادل لإطلاق النار
رغم موافقة وزيرَي دفاع الجارتين النوويتين على وضع حدٍّ للأزمة، تبادلت الصين والهند الاتهامات حول مَنْ بدأ إطلاق النار عبر حدود الهملايا، مما زاد من حدة المواجهة المستمرة منذ أشهر، والتي أودت بحياة 20 جندياً على الأقل.وفي أحدث إشارة إلى استمرار الاحتكاكات، أكدت وزارة الدفاع الصينية، أمس، أنها اتخذت «إجراءات مضادة» بعدما فتح جنود هنود النار في لاداخ الجبلية، متهمةً إياهم بارتكاب «استفزاز عسكري خطير» بعبورهم خط المراقبة الفعلية في المنطقة الجبلية الحدودية المتنازع عليها.وقال الناطق باسم قيادة العمليات الغربية بالجيش الصيني، الكولونيل البارز تشانغ شويلي، في بيان، إن القوات الهندية «عبرت، بشكل غير شرعي، خط السيطرة الفعلية على الضفة الجنوبية لبحيرة بانغونغ تسو الجليدية، وأطلقت أعيرة نارية تحذيرية ضد قواتنا أثناء قيامها بدوريات».
وسارعت نيودلهي إلى تقديم روايتها، واتهمت قوات الحدود الصينية بـ «انتهاك الاتفاقات وإطلاق بضع طلقات نارية في الهواء»؛ لتخويف خصومها الهنود.في المقابل، أكد الجيش الهندي، في بيان، أنه «رغم الاستفزاز الخطير، تحلّت قواتنا بضبط النفس، وتصرفت بطريقة ناضجة ومسؤولة»، متهماً «جيش التحرير الشعبي بانتهاك الاتفاقات وإجراء مناورات عدوانية في ظل استمرار التواصل على المستوى العسكري والدبلوماسي والسياسي». وأوضح أن جنوداً صينيين حاولوا الاقتراب من موقع هندي بقطاع لاداخ، وعندما تصدت لهم القوات الهندية أطلقوا بضع أعيرة نارية في الهواء.وهذه المرة الأولى التي يؤكد فيها إطلاق النار عبر الحدود المتنازع عليها منذ عقود، إذ يفرض الاتفاق عدم استخدام القوات الحدودية الأسلحة؛ لتجنب تصاعد العنف في هذه المنطقة النائية.وتدهورت العلاقات بين الجارتين بعد اشتباك وقع في يونيو الماضي بالمنطقة المتنازع عليها أسفر عن مقتل 20 جندياً هندياً. وتم نشر عشرات الآلاف من الجنود من الجانبين على حدود الهملايا على ارتفاع أكثر من 4 آلاف متر.وخاضت الدولتان حرباً حدودية في 1962، لكن لم يتم تسجيل أي إطلاق نار بالمنطقة منذ 1975 عندما قُتِل 4 جنود هنود في كمين.ونظراً إلى أن الحدود لم يتم ترسيمها بشكل صحيح، ولأن التضاريس المرتفعة غالباً ما تكون مضلّلة، اتفق الجانبان منذ عقود على عدم استخدام الأسلحة النارية.