يبدو أن محاولة تسميم المدوّن الروسي أليكسي نافالني، المعروف بانتقاداته للكرملين، بغاز الأعصاب «نوفيتشوك»، سمّمت بدورها مستقبل مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» (السيل الشمالي 2) بين ألمانيا وروسيا، والمقرر أن يضاعف قدرة الخط الذي يعمل حالياً (نورد ستريم 1)، على نقل الغاز مباشرة من موسكو إلى برلين.

فبعد ساعات من إعلان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب استدعاء السفير الروسي لدى المملكة المتحدة أندريه كيلين إلى مقر الوزارة، «لتسجيل قلقنا البالغ حيال تسميم نافالني»، استدعت «الخارجية» الروسية، أمس، السفير الألماني، بعدما خلصت برلين إلى أن المدون الروسي تسمم بغاز أعصاب من نوع «نوفيتشوك»، إذ ترى موسكو أنه لا يوجد دليل على تعرضه للتسمم.

Ad

وأعلن الكرملين، أمس، أنه لا حاجة لإجراء مناقشات سياسية حول «نورد ستريم 2»، واصفاً إياه بأنه مشروع تجاري دولي إلى حد كبير، في وقت دعا نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو إلى عدم الربط بين هذا الخط ووضع نافالني، مشدداً على ضرورة أن يظل المشروع خارج الحسابات السياسية.

ولم تُعلن الحكومة الألمانية بصورة واضحة ما إذا كان تسميم نافالني ستكون له عواقب على «نورد ستريم 2»، الذي يمتد تحت بحر البلطيق، وتبلغ قيمة بنائه 10 مليارات يورو، وقد شارف على الانتهاء، ويفترض أن يضاعف شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا.

وفي جنيف، دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه موسكو لإجراء «تحقيق شامل وشفاف ومستقل ومحايد»، بشأن تسميم نافالني، مضيفة: «من الواضح أن نافالني كان شخصاً في حاجة إلى حماية الدولة، حتى لو كان شوكة سياسية في خاصرة الحكومة».