أعلن مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو أنّ منطقة البجراوية الأثرية التي كانت فيما مضى عاصمة للمملكة المروية، مهدّدة بالفيضان، بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي.

وقال عالِم الآثار الفرنسي الليلة قبل الماضية إنّ مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدوداً في المكان، بواسطة أكياس معبّأة بالرمال، واستخدموا المضخّات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية.

Ad

وكانت السلطات السودانية قد أعلنت السبت الماضي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، بسبب الفيضانات القياسية التي خلّفت ما يقرب من 100 قتيل، ودمّرت أو ألحقت أضرارًا بأكثر من 100 ألف منزل.

ووفق خبير الآثار الفرنسي، فإنّه "لم يسبق أبداً للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل"، وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم.

وإذ أكّد مايو أنّ "الوضع حالياً تحت السيطرة"، حذّر من أنّه "إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل، فقد لا تعود الإجراءات المتّخذة كافية".

وأضاف أنّ مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل.

وتضمّ منطقة البحراوية الأثرية المقبرة، حيث أهرامات مروى الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية التي حكمت من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية، وكانت أراضيها تمتدّ في وادي النيل لمسافة 1500 كيلومتر، من جنوب الخرطوم، وصولاً إلى الحدود المصرية.

وزار وزير الثقافة والإعلام، فيصل صالح، المدينة الملكية في البجراوية لبحث سبُل حماية هذا الموقع المدرج منذ 2003 على قائمة "اليونسكو" للتراث العالمي.

ووفقاً لآخر بيان لوزارة المياه والريّ، فقد بلغ منسوب النيل 17.62 متراً، وهو مستوى لم يسجّل منذ بدأت عمليات تسجيل منسوب النهر قبل أكثر من مئة عام.