لا لعب بعد اليوم
![علي البداح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593278909455486500/1593278938000/1280x960.jpg)
إن الرعاية التي نراها في الانتخابات الفرعية ما كانت لتأخذ هذا الزخم لولا التمويل الخاص من هؤلاء الأقطاب، ويشارك أقطاب الأسرة عدد من المتنفذين الذين حققوا مكاسب كثيرة من ضعف الرقابة والدعم الخاص، ويساهمون بالمال والدعم الإعلامي وغيره لعناصر يدفعونها للترشيح ليضمنوا ولاءهم وسكوتهم في مستقبل الأيام، ويجب أن يمتنع كل هؤلاء عن التدخل في انتخابات الشعب، فقد وصل السيف إلى العنق ولم يعد للعب مكان ولا مبرر.يأتي بعد ذلك دور المكونات الرئيسة للشعب الكويتي، وأقصد القبائل الكويتية والطوائف والتجمعات الطبقية والعائلية، فالكويت ليس فيها قانون للأحزاب، وتكتلاتها الاجتماعية معروفة، لكن على شباب هذه التكتلات أن يدركوا أيضا أن الموضوع اليوم ليس نجاح قبيلة أو طائفة أو ناس تعودنا على انتخابهم. إنها مسألة حياة أو موت، يحتاج البلد فيها أفضل رجاله ونسائه ليواجهوا الدمار الذي خلفه الفساد، وكل الضغوط الإقليمية والعالمية ومواجهة العصر الحديث الذي سيبتلعنا إن لم نحسن مواجهته، فالمسألة ليست في أن فلاناً معروف بالكرم ومن أصل طيب أو مشهود له بالتقوى والورع. نريد كل هذا لكن قبل هذا نريد النائب بكفاءات علمية وأخلاقية عالية القدرة على فهم دورها في حماية البلاد وتطويرها وإحقاق الحق والعدل بين أبنائها. أخذتم ستين عاما من حياتنا وأنتم تختارون الأحباب والأصحاب فكانت النتيجة أن أصبح من أوصلتم للمجلس أغنياء وأفقروا الكويت، وفرحتم بوجود أكبر عدد من أبناء القبيلة والطائفة وتفاخرتم بهم لكنهم تركوكم وصاروا تبعا لأصحاب المال والنفوذ، فماذا كسبتم؟ لا شيء يلامس أي وعد من وعود مرشحيكم أو أي دور لحماية الكويت وهو الأهم.لقد خربت كل انتخاباتنا السابقة بيد نوابنا الذين وثقنا بهم بسبب هذه التدخلات وهذه الأموال الحرام وهذا التعصب الأعمى، فالكويت اليوم لا تحتمل أي هزة، والمشاكل الموروثة صعبة لا تحل بتقبيل الخشوم ولا التراجع أمام نظرات مسؤول كما لا تحتمل تلاعباً بمشاعر الناس فما جادل ليحل قضية إنما ليكسب ويحصل على خدمات له ولأصحابه.نريد شبابا مؤهلين ونظيفين وأقوياء ومسلحين بالعلم والنزاهة، شبابا يدخلون مجلس الأمة وهم على يقين بأن عيون الكويتيين وآذانهم تراقب وتصغي وتحصي كل حركة يقومون بها، وقلوبهم تنتظر حلولا جذرية لمشاكل الكويت ووضعها على طريق التقدم الصحيح.