سليمان العبدالهادي: الذاكرة أكبر تحدٍّ للكُتاب والأدباء
«تقويتها عبر سرد قصة جميلة عن قراءاتك للآخرين»
أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها بـ«إنستغرام»، محاضرة أونلاين بعنوان «غلبة النسيان ومناعة القراءة»، قدَّمها مدرب مهارات القراءة رئيس نادي نور الفكر للقراءة سليمان العبدالهادي، وحاوره رئيس المركز الإعلامي سيد الموسوي.في البداية، قال العبدالهادي: «النسيان جزء لا يتجزأ من القراءة، ومن العملية القرائية بشكل عام، النسيان غالب دائما، وتكون له الكلمة العليا. عندما تحاول استحضار مشهد من رواية أو شخصية من الشخصيات الجميلة التي قرأتها، يغيب عن ذهنك مشهد، لكن ما أريد إيضاحه أنه لدينا هامش صغير نستطيع أن نتحكم فيه، وهذا الهامش هو الذي يميز قارئا عن آخر، وكاتبا عن سواه».وأضاف: «الذاكرة عبارة عن كيان فوضوي، هلامي، ليس له حد، ولا شكل. نحن نتعامل مع شيء لا نستطيع أن نلمسه، لذلك تشكِّل الذاكرة أكبر التحديات لأي مفكِّر أو كاتب، أو أديب، حيث يلجأون في نهاية أيامهم وبعد أن يشعروا بأنهم بلغوا من العمر، إلى كتابة السيرة الذاتية، فنجد معظم الكُتاب يقومون بكتابتها بعد عُمر الستين، عندما بدأت الذاكرة تتلاشى تدريجيا».
فن التدوين
وأكد العبدالهادي أنه يتوجب التعامل مع الذاكرة بأسلوب مختلف، مشيرا إلى أن ربط الذاكرة بالمشاعر من أهم طرق استحضار الذكريات. وبيَّن أن «النسيان يُشعر القارئ بالإحباط، بأنه مهما قرأ فإنه لا يستطيع أن يستثمر قراءته على الوجه الصحيح. الخطوة الأولى لبناء قراءة جيدة هي أن نستشعر حالنا، وإذا افترضنا أن سلم متعة القراءة مكون من عشر درجات، فيجب أن أضع نفسي في مكان معيَّن، ومعرفة مدى الرضا عن القراءة». وتابع: «نحن لا نستطيع أن نتحكم في الذاكرة داخل عقلنا، لكننا نستطيع أن نتحكم فيها خارج عقلنا، من خلال فن التدوين، ودفتر مستقل نوثق فيه كل قراءتنا، فلابد أننا نعمل أشبه بالخانات على سبيل المثال بنوع الكتاب ووصفه. كذلك يجب تقوية القراءة والذاكرة عبر سرد قصة جميلة عن قراءتك للآخرين، فذاكرتنا تستحضر ما كنا مستمتعين به، ويوجد به ارتباط عاطفي».