مروة الحائك : هناك تحجيم لدور الفنان التشكيلي في العراق
«تأثرت بأعمال بيكاسو وفان جوخ... واللون عشقي الأبدي»
الرسم بمثابة الهواء الذي تتنفسه، لذا ينعكس هذا الشعور وتلك القناعة الراسخة على اللوحات التي تبدعها التشكيلية العراقية مروة الحائك. ورغم تميز أعمالها وما تحمله من بُعد فلسفي وجمال ورقي في استخدام الريشة والألوان، وحصدها العديد من التكريمات في بلدها، فإنها ضلّت الطريق إلى المحافل الدولية، وحتى الآن رصيدها ثمانية معارض شخصية محلية. وفي حوار لـ "الجريدة" قالت الحائك، إن هناك تحجيماً لدور الفنان التشكيلي في بلدها، لافتة إلى أن لوحاتها تعبر عن الحرية والحنان والأرض عبر رمزية المرأة... وفيما يلي نص الحوار:
● الفن التشكيلي وسيلة الفنان للتعبير والكلام بلغة الريشة والألوان... فماذا تقول لوحاتك؟
- بالطبع لغة الفنان هي الريشة واللون ليعبر عما بداخله من مشاعر وعما يدور من حوله في الحياة، فكل لوحة هي في الحقيقة تعبير عن موقفٍ معين مررتُ به ويعكس أوضاع بلدي، وكذلك التحدث عن حلم المرأة فهي تمثل الحياة والحرية. وبعض اللوحات جسدتُ من خلالها حضارة وادي الرافدين والمناطق العراقية القديمة.
● كيف ترين واقع الفن التشكيلي عربياً وعلى مستوى بلدكِ العراق؟
- الفن التشكيلي في الوطن العربي ربما وجد ضالته بوجود من يقدِّر مجهود الفنان التشكيلي وإبداعاته، ويحفزه بالدعم لكي يبذل جهداً أكبر ويبدع أكثر. أما في العراق فهناك تحجيم للفنان وانعدام الدعم المعنوي والمادي له بخلاف الشخصيات الدخيلة عليه، لذا من الطبيعي أن نجد الفنانين التشكيليين في العراق معدمين ولا يملكون شيئاً مطلقاً.● ماذا يعني اللون بالنسبة إليكِ؟
- اللون هو عشقي الأبدي، ولا يمكن أن أتخلى أبداً عن رائحة الألوان، فكل لون يمثل تفصيلة من تفصيلات الحياة.● كيف تجسدين قضايا المرأة في أعمالك الفنية؟
- المرأة هي روح الحياة منذ بِدء الخليقة، فهي الأرض والأم والحياة عموماً، لذا تجد في كثير من لوحاتي أنني أشير إلى موضوع كالحرية أو الحنان أو الأرض بأن أرسمه بفرشاتي على هيئة امرأة.● مَنْ مثلُكِ الأعلى من الفنانين العرب أو العالميين؟
- على مستوى المبدعين العرب تأثرت بأعمال فنانين عباقرة مثل جواد سليم وفائق حسن وعبدالغني حكمت وغيرهم كثير. أما بالنسبة للفنانين العالميين فهناك بيكاسو وفان كوخ ودافنشي.● أيهما أهم بالنسبة إليك: ناقد متخصص يقيّم لوحاتك أم متذوق عادي ينجذب لأحد أعمالك؟
- بالطبع الأهم لي هو ناقد متخصص إن كان نقده بنّاءً، لأنه سيُسدي لي النصائح لكي أقدم الأفضل، وليس الناقد الذي يهدم الفنان ويسقط أعماله. وهذا لاحظته منذ وقت طويل، فهناك من يسقط الفنان، وهذا حدث معي شخصياً أكثر من مرة، إذ أرى أن رواد الفن التشكيلي دائماً يعجبون بأعمالي في المعارض الفنية بينما يقلل ناقدٌ من قيمة أعمالي على حساب أعمال لفنان آخر لا يمتلك شيئاً من مقومات الفن أو أنه غير أكاديمي.● هل تسعين إلى إقامة معارض شخصية محلياً أم تهتمين بالمحافل الدولية؟
- بالنسبة إلى المعارض الشخصية محلياً فقد أقمت ثمانية معارض في العراق. أما ما يخص المحافل الدولية فهذا حلمي الذي كان وسيبقى، وهو في الحقيقة حلم كل فنان، لكن مع الأسف ربما لن أجد الفرصة للمشاركة الدولية؛ لأن في العراق فرص المشاركة الدولية تقتصر على من لديه علاقات وتتوافر لديه القدرة المالية، وهذا صعب جدا بالنسبة إليّ.● ماذا عن مشروعاتك الإبداعية القادمة في عالم الفن التشكيلي؟فرعي
- أحلامي دائماً تصطدم بالواقع المعيش هنا، وكلما أتقدم بمشاركة فنية في المعارض الافتراضية في زمن وباء كورونا أظل أحلم بأن يرى أحد لوحاتي ليكون ذلك أحد الطريق للمشاركة في معرض دولي، وأُمنّي نفسي دوماً بالقول "عسى ولعل يقع ناظر أحد الفنانين على واحدة من لوحاتي لأنطلق إلى المحافل الدولية"، وهذا أيضاً ما أسعى إليه عبر اللقاءات الصحافية التي تُجرى معي.
لوحاتي تعبر عن الحرية أو الحنان أو الأرض برمزية المرأة