بعد إغلاقه منذ شهرين، نتيجة التدافع والتزاحم والفوضى، وعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية، أعادت بلدية الكويت افتتاح سوق الجمعة من جديد، أمس، بإجراءات مشددة وسياج «بلوكات» على الأجهزة والملابس المستعملة، وسط أجواء من التعاون مع الشركة المسؤولة عن السوق، ووفق خطة مرسومة استعداداً لاستقبال مرتادي السوق خلال عطلة نهاية الأسبوع. وشهد السوق الشعبي، قبلة محدودي الدخل، التزاماً كبيراً من المرتادين في التباعد والحرص على ارتداء الكمامات والقفازات، في ظل انتشار المفتشين ومراقبي السوق حول البسطات، ولم يخلُ السوق من عمليات التعقيم، خاصة ان المنظمين ركزوا على وضع عدد من المشرفين أمام دورات المياه لمتابعة التنظيف المستمر وتنظيم الدخول.
كما شهد اليوم الأول إقبالا من المرتادين الذين لم يتوقّفوا عن الحضور حتى في وقت الظهيرة التي تشتد بها الحرارة.
تطبيق الاشتراطات
من جانبها، أكدت مديرة إدارة التدقيق ومتابعة خدمات البلدية في بلدية العاصمة، إيمان الكندري، حُسن التنظيم داخل سوق الجمعة عقب افتتاحه أمس بشكل رسمي للجمهور، قائلة إن الإجراءات المُتخذة وضعت حسب المطلوب بتطبيق مبدأ التباعد، والحرص على ارتداء الكمامات، علاوة على وجود الكاميرات الحرارية عند البوابات. وبيّنت الكندري أن البلدية تراقب عن كثب ما يتم داخل السوق من التزام في تطبيق الاشتراطات الصحية المقررة من مجلس الوزراء، وعدم التهاون مع أي خلل في تطبيق تلك الاشتراطات، لاسيما الالتزام بالكمام بما فيها الأنشطة، مثل المطاعم والمقاهي وبيع المواد الغذائية داخل السوق. وأوضحت أن آلية التنظيم قادرة على التعامل مع الكثافة التي يمكن أن تشهدها الأيام المخصصة لافتتاح السوق، والتي تأتي نهاية الأسبوع، متمنية من رواد السوق التعاون مع الإجراءات التي تم وضعها خاصة في حال الطلب منهم الانتظار لعدم التدافع داخل أي بلوك من بلوكات البسطات للحفاظ على سلامة الجميع بالدرجة الاولى.رقابة مستمرة
من جهته، قال المراقب العام للأسواق في بلدية الكويت، علي الكندري، إن الرقابة مستمرة عبر فرق تفتيشية للبلدية داخل السوق طوال فترة عمله، للحفاظ على عدم وجود أي تقاعس قد يحدث، مع الجدية في رصد المخالفات إن وجدت، مشيرا إلى وجود مكتب خاص للبلدية في السوق لمتابعة سير العمل بدقة، ومؤكداً أن أصحاب البسطات ملتزمون بالاجراءات المطبقة، وهذا يدل على حسن التنظيم وبحسب الخطة التي وضعها المسؤولون في سوق الجمعة. وشدد الكندري على الحرص على إدخال أعداد محددة في كل بلوك للبسطات، مع التعقيم المستمر بساعات معيّنة في كافة أروقة السوق، متابعاً أنه لا توجد أي ملاحظات، بل إن الأمور تسير وفق الإطار المعدّ لها، مشيراً إلى أن نظافة السوق ووضع «استيكرات» التباعد يعكسان حجم العمل الذي تم قبل وبعد إعادة إفتتاح السوق.إجراءات مشددة
بدوره، لفت مدير إدارة التفتيش في سوق الجمعة، فيصل العدواني، إلى الحرص على عدم دخول أي من مرتادي السوق إلا بعد المرور على الكاميرات الحرارية، والتأكد من درجة الحرارة وفق مع تتطلبه الإجراءات المشددة، مشيرا إلى تخصيص فريق من الموظفين للبوابات الرئيسية، وعدم استقبال الرواد الذين لا يرتدون الكمامات. وذكر العدواني أن طبيعة سوق الجمعة تختلف عن بقية الاسواق، لكونه مفتوحا، ويعتمد على البسطات الأرضية، لذا وجب وجود خطة تناسب هذا النوع الذي يغلب عليه الطابع الشعبي، لافتاً إلى أنه تم وضع سياج لبلوكات الأغراض المستعملة، سواء الأثاث أو الأجهزة الكهربائية وغيرها، لكونها الأكثر ازدحاماً. وقال إن اليوم الأول شهد إقبالا نتوقع ازدياده اليوم الجمعة، والذي عادة ما يشهد ازدحاما، موضحا أنه تمت زيادة أعداد المفتشين وطاقم الأمن لتوعية أصحاب البسطات ومرتادي السوق بالإجراءات حرصا على سلامتهم. وبين أنه خصصت أوقات معيّنة للتعقيم، لاسيما أنه تم وضع مشرفين على دورات المياه لمتابعة عمليات التنظيف والتعقيم المستمرة، حيث إنها الأكثر عرضة لانتشار الوباء، مشيراً إلى تعاون موظفي البلدية عبر الأخذ بملاحظاتهم، حرصاً على عدم تسجيل أي مخالفات.وأوضح أن إعادة البسطات تتم بشكل تدريجي، وهناك مراقبة لعملية دخول الشاحنات وإنزال البضاعة لكل بسطة، وإخضاع سائقي الشاحنات للفحص قبل الدخول، متمنياً التعاون من المرتادين وعدم الازدحام أمام البسطات والتعقيم المستمر اثناء التجول.كاميرات حرارية وبوابات للدخول والخروجخصص المنظمون خيم استقبال عند بوابة الدخول لانتظار مرتادي السوق أثناء آلية الفحص عبر الكاميرات الحرارية، كما خصصت بوابات للدخول وأخرى للخروج في مشهد يعكس التنظيم والالتزام بالاشتراطات التي وضعتها البلدية. العمل 12 ساعةذكر أحد المسؤولين في السوق أن البلدية والشركة خصصتا 12 ساعة لعمل سوق الجمعة خلال 3 أيام نهاية الأسبوع، حيث يفتح أبوابه من الساعة 9 صباحاً حتى الساعة 9 مساءً لاستقبال الجميع. الدفع نقدي... والـ «كي نت» مكلفخلال جولة «الجريدة» سألت أحد العاملين عن توافر أجهزة «كي نت» للدفع، فذكر أن الطبيعة الشعبية تغلب على البسطات عبر تداول العملة النقدية، وفي المقابل فإن استعمال أجهزة الـ «كي نت» لصاحب البسطة مكلف، إضافة إلى عدم إجادة الكثير من العاملين استخدام التكنولوجيا الحديثة. إسعاف وعيادة طبيةأكد أحد المنظمين أن العيادة الطبية مفتوحة، وعلى استعداد لاستقبال أي حالات مرضية، مع وجود سيارة إسعاف داخل السوق والتواصل.