شوشرة: صبيان الصبي
أصبح لدينا مجاميع للفلاسفة في قضايا الساحة المحلية أو حتى العالمية، وهؤلاء المتكهنون للأوضاع الذين يجلسون عادة خلف الستار يديرون المشهد بالخفاء لأنهم يخشون الضوء الذي يكشف حقيقتهم، لأنهم يعتاشون على الإثارة لتسخين الأجواء وتوجيه بعض صبيانهم للضرب بكل ما أوتوا من قوة لتمزيق نسيج المجتمع الكويتي، وإثارة النعرات وغيرها. وهم أحيانا بطانة فاسدة لبعض الوزراء والنواب الذين دمرت قراراتهم وتوجهاتهم البلد، وأضاعت حقوق البشر، لأنهم لا يتقبلون تطبيق القانون واستقرار الأمور، بل يريدون تحويل المجتمع إلى حلبة صراع مستمرة، وبعضهم يتلقى دعما داخليا أو خارجيا لتنفيذ بعض الأجندات، وبالتالي يجب الالتفات إلى حساباتهم لمعرفة مصدرها بعد أن أصيب بعضها بالتخمة. وهم معروفون ولا يحتاج أفراد الرصد والمراقبة والمتابعة والتدقيق والتمحيص أن يبذلوا جهدا في كشفهم، وذلك بدلا من متابعة الوطنيين الذين يحرصون على الوطن ولا يجاملون على حسابه ولا يصمتون تجاه اختلاسه وسرقته وذبحه من الوريد إلى الوريد عبر الفضائح المتواصلة.
إن هؤلاء الذين عادة يدسون السم بالعسل يجب اجتثاثهم وتطهير مؤسسات الدولة بمختلف قطاعاتها مهما كانت حساسيتها من هذه البطانة الفاسدة، خصوصا من بعض مستشاري الفلس الذين منحوا مسميات بلا هوية أو كيان، ودورهم يقتصر على القيل والقال وتحويل بعض الوزراء والقياديين إلى أدوات بيدهم يديرونهم عبر الريموت كنترول لظلم الناس والضرب بالقانون عرض الحائط وتمرير تجاوزاتهم ومجاملاتهم لبعض المرتزقة لأن الحلال "حلال الدولة"، وبالتالي يستغلون كل فلس فيها لجيوبهم، ويرمون الفتات لـ"صبيان صبيان" المعزّب، أي أن صبي المعزّب أيضا لديه صبي والدائرة مستمرة، وهؤلاء الآخرون أيضا لديهم صبيان وبالتالي فإن الحقيقة المرة هي أن من يدير زمام الأمور في بعض الأجهزة هم هؤلاء. فهل سنطلب الإصلاح؟ وهل سنحقق التقدم والتطور في ظل وجود هؤلاء؟ وهل سيستقر حال البلد؟ وهل ستكمم أفواه الفتن؟ طبعا لن تنصلح أحوالنا في ظل وجود هذه الجراثيم التي أصبحت واقعا سيئا فرض على بعض المؤسسات، خصوصا بعض الذيول التي تدار من قبل بعض أطفال السياسة الذين لم يشبعوا حتى من مؤمراتهم وسرقاتهم.إن هؤلاء الذين يسعون لتشويه صورة بعض الشرفاء عبر منابرهم الفاشلة وأدواتهم المغرضة وذيولهم المنتشرة، يجب على الحكومة محاسبتهم وإحالتهم إلى الجهات المختصة دون التستر عليهم لأنهم صبيان "فلان وعلان" في حين يدفع البلد ثمن أفعالهم وأعمالهم القذرة وفتنهم التي لا تنتهي.إن هؤلاء مع الأسف الشديد يشاركون في صنع القرار في بعض الأجهزة ويسيطرون عليها، في حين لا يزال هناك مستحقون لهذه المسميات من المخلصين يقبعون في مكاتبهم بلا صلاحيات أو قرارات، فإلى متى استمرار هذه الفئة الضالة التي لم تشبع من التطبيل للراقصين على أنغام الفساد؟