«وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ»
القسم بالله العظيم هو أشرف وأكبر قسم يؤديه الإنسان ويلتزم به، ولا يجوز أن يحنث به أو أن يقسم بأشياء أخرى، ويجب أن يلتزم به من يقوله، لأن الحنث بالقسم حرام ومخالف للآداب والقيم الأخلاقية.
قبل أن يتولى أي مسؤول في الدولة منصبه كرئيس الوزراء أو الوزير أو القاضي أو عضو مجلس الأمة أو المجلس البلدي أو السفراء، وقبل أن يمارسوا أعمالهم، فإنهم يقسمون بالقسم المنصوص عليه في الدستور أمام الأمير، وبعضهم يقسمونه في المجالس المنتخبة. وهنا سأتحدث هنا عن قسم عضو مجلس الأمة الذي يجب أن يكون في أول جلسة للمجلس، ولا يمارس أعضاؤه المنتخبون أو المعينون كالوزراء أعمالهم إلا بأداء القسم، وهو الآتي: "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن والأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأن أحافظ على أموال الشعب ومصالحه، وأن أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق". والقسم بالله العظيم هو أشرف وأكبر قسم يؤديه الإنسان ويلتزم به، ولا يجوز أن يحنث به أو أن يقسم بأشياء أخرى، كما يقول بعض الناس "بذمتي" أو يحلف بكلمة "برأس أمي وأبوي"، فهذا لا يجوز، ولكن القسم بالله يكون الأصدق، ويجب أن يلتزم به من يقوله، لأن الحنث بالقسم حرام ومخالف للآداب والقيم الأخلاقية.
فماذا يقول عضو مجلس الأمة المنتخب عندما يقسم؟ أولا: يقسم بأن يكون مخلصا للوطن، والإخلاص للوطن يكون بأن الشخص صادق في كلامه وإخلاصه لوطنه، وأن يخاف الله في وطنه، ويعمل جاهدا في الحفاظ على هذا الوطن الذي أعطاه الكثير، فواجب عليه أن يرد له الجميل في ممارسته داخل المجلس وخارجه. على عضو المجلس أن يشرع القوانين التي تهم المواطن، وتصب في مصلحته، وأن يتعاون مع الأعضاء الآخرين أيضا في متابعة عمل السلطة التنفيذية ومحاسبتها، كما أن الإخلاص للوطن يتطلب من النائب الممثل عن الأمة أن يخصص جل وقته وجهده في تنفيذ القسم الذي أداه بأن يكون مخلصا للوطن، والإخلاص أيضا بأن يحافظ على وقت المجلس الثمين في عدم الإطالة بالحديث أو الدخول في مشاحنات ومعارك لفظية تحدث بين بعض الأعضاء والتي يستاء منها المواطنون وتسيء إلى الديمقراطية في الكويت. وللأسف الشديد يلاحظ أن بعض أعضاء مجلس الأمة عندما يقسمون في الجلسة الأولى ينسون أنهم أقسموا بالله العظيم، ويقومون بأعمال منافية للدين والأخلاق، ويكسرون ولا يحترمون القانون مثل استلام الرشا سواء كانت مادية أو عينية كالهدايا بأنواعها المختلفة، والواسطة لمن لا يستحق، والتعيين المخالف للقانون، وتخطي من يستحق كل ذلك من أجل المحافظة على الكرسي، وهذه الأمور التي تتنافى مع القسم تضر بمصلحة الغالبية العظمى من المواطنين الذين يطالبون بالإصلاح ومحاربة الفساد بشتى صوره. والجزء الآخر من القسم هو في الإخلاص للأمير، وهو رأس الدولة، ويكون الإخلاص له بالاحترام والنصح بما يهم الوطن والمواطن وحفظ مصالحه، وكذلك الإخلاص للأمير يتمثل بنقل هموم المواطنين وتبيان بعض الأمور التي تقوم بها السلطة التنفيذية في بعض الأمور الحيوية التي تهم الشعب، فالإخلاص للوطن واجب وكذلك الإخلاص للأمير، وهذا ما يجب أن يقوله عضو مجلس الأمة القادم قبل أن يمارس عمله التشريعي والرقابي ويطبقه بحذافيره. في المقالات القادمة سأتحدث، بإذن الله، عن الأجزاء الأخرى للقسم.*** يترقب أولياء أمور الطلاب والطالبات بفارغ الصبر بدء العام الدراسي الجديد ليعرفوا خطة وزارة التربية حول طريقة التدريس مع استمرار جائحة كورونا، فهل سيكون الاعتماد على الدراسة عن بعد أم الدوام العادي مع أخذ الاحتياطات الصحية الواجبة؟ وهل تطبق وزارة التربية النظام المتبع في المدارس الخاصة وهو تقسيم الدراسة على الطلبة في مواعيد تسمح بالتعليم ومراعاة التباعد الجسدي، وتنهي معاناة أولياء الأمور مع التمنيات بعام دراسي ناجح وخال من الأوبئة؟