بايدن ومشكلته اللاتينية المدمّرة
يبدو أن جو بايدن يتجه إلى كسب 60% من الأصوات اللاتينية فقط، وبما أن اللاتينيين يشكّلون أكثر من 10% من الناخبين المؤهلين في 12 ولاية، بما في ذلك دوائر حاسمة مثل فلوريدا، وأريزونا، فإنه يصعب أن يتوقع أحد المسار الذي يضمن فوز بايدن بأغلبية الأصوات في الهيئة الانتخابية.
![سبكتاتور](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583170914035257300/1583170921000/1280x960.jpg)
ينجم هذا الوضع عن تفشي «متلازمة عداء ترامب» بين الجماعات ذات الميول الديمقراطية أكثر من اللاتينيين، فمنذ يناير 2019، كشف مركز «ماريست» للاستطلاعات أن نِسَب تأييد ترامب في أوساط اللاتينيين وصلت إلى 50 في المئة ، وبعد شهر واحد فقط، ذكر استطلاع من تنظيم شركة «مورنينغ كونسلت» أن نسبة تأييد اللاتينيين للرئيس تبلغ 42 في المئة . شكّك الديمقراطيون ووسائل الإعلام بهذه الاستطلاعات، ومع ذلك لا بد من احترام نتائجها. في هذا السياق، يظن العالِم السياسي ستيفن نونيو بيريز، وهو محلل مرموق في الشركة البحثية «لاتينو ديسيشنز»، أن دعم اللاتينيين للجمهوريين ليس ظاهرة متناقضة: «يفترض الناس دوماً أن الجمهوريين اللاتينيين يعكسون شكلاً من التناقض مع الواقع، لكنها فكرة خاطئة، لطالما انجذب بعض اللاتينيين إلى القيم والسياسات الجمهورية، ويحمل اللاتينيون أصلاً جزءاً كبيراً من خصائص الجمهوريين الآخرين... يمكن القول إذاً إن اللاتينيين يشبهون الجماعات الأخرى على مستويات عدة، مما يعني أن هذه القاعدة من الناخبين متنوعة جداً وترتكز أصواتها على خليط من المصالح الشخصية والطموحات والآراء السياسية والاعتبارات الدينية ومفاهيم الانتماء والهوية».بما أن أحد الأكاديميين مضطر لإخبار عدد كبير من الديمقراطيين بأن الناخبين اللاتينيين يشبهون الآخرين، يتّضح جزء من الأسباب التي تمنع بايدن من التواصل مع هذه الجماعة بالشكل المناسب. يتعلق سبب آخر بالميول اليسارية المتطرفة التي يحملها الحزب الديمقراطي، فقد جاء عدد كبير من اللاتينيين إلى الولايات المتحدة هرباً من الوعود الفارغة التي سمعوها من قادة الاشتراكية المزيفين. يكفي أن نشاهد خطاب رجل الأعمال ماكسيمو ألفاريز خلال المؤتمر الوطني الجمهوري كي نفهم سبب ضعف الدعم اللاتيني لجو بايدن، إذ يعرف اللاتينيون أنه رهينة للمعسكر اليساري، وحين يشاهدونه، يدركون فوراً أنه يطبّق بكل بساطة الحملة الدعائية التي حضّرها له «خاطفوه»، ولهذا السبب يرفض اللاتينيون الانضمام إليه في «سجنه» ولن يصوتوا له مطلقاً.* «ديفيد كاترون»
مع بداية خسارة بايدن موقعه في فلوريدا بكل وضوح أصبحت أريزونا الولاية الحاسمة في حملته