عشية توقيع اتفاق السلام التاريخي في البيت الأبيض، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أن التطبيع مع البحرين سيؤدي إلى تسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين، في حين وقعت حكومته مع الإمارات أول تفاهم من نوعه لإجراء دراسات عليا تختص بالذكاء الاصطناعي.

وفي مستهل جلسة حكومته الأسبوعية، أكد نتنياهو أن اتفاقيتي السلام «التاريخيتين» مع الإمارات والبحرين تمثلان «حقبة جديدة»، لافتاً إلى أن هذا سيكون «سلاماً سياسياَ واقتصادياً بين الشعوب».

Ad

ووصف نتنياهو الاتصال الهاتفي الذي أجراه الجمعة الماضي مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه كان «دافئا جدا»، مشيراً إلى أن الاتفاق المبرم خلال هذه المكالمة يقضي بـ «إقامة سلام رسمي وعلاقات دبلوماسية كاملة بين البحرين وإسرائيل، وكل ما يشمل هذا من أمور».

وتابع: «ستكون هناك حركة نشيطة جدا من الرحلات الجوية بين دولنا، والحماس الكبير الذي يسود في إسرائيل يقابل بحماس كبير في البحرين والإمارات عند المواطنين هناك».

وأشار نتنياهو إلى أنه يغادر إلى واشنطن للمشاركة في مراسم التوقيع على اتفاقيتي السلام مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، «من أجل تحريك هذا التغيير التاريخي».

وفي المنامة، علّق وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، على التهديدات الإيرانية، التي هاجمت اتفاق البحرين وإسرائيل، بالقول إن «البحرين بلد ذو سيادة يرفض التدخلات الخارجية في شؤونه الخاصة».

ولفت في اتصال مع قناة «العربية» إلى أن «إيران قدمت الدعم للميليشيات في المنطقة لزعزعة استقرار وأمن المنطقة». وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأول بيانا دانت فيه، الاتفاق، مهدّدة «‏البحرين ومن معها بتحمُّل عواقب أي زعزعة للأمن والاستقرار تحصل في المنطقة بسبب التطبيع مع إسرائيل»، في حين هدّد الحرس الثوري، بـ «الانتقام من البحرين».

من ناحيته، أعلن رجل الدين البارز في البحرين الشيخ عيسى قاسم، الذي يعيش حاليا في الخارج، أنه يعارض التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، ودعا شعوب المنطقة للمقاومة.

وفي حين نفى مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، نفياً قاطعاً، صحة الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية بخصوص الإعلان عن رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل، رحّبت سلطنة عُمان، أمس، في بيان «بالمبادرة التي اتخذتها مملكة البحرين الشقيقة في إطار حقوقها السيادية والإعلان الثلاثي المشترك حول العلاقات مع إسرائيل».

إلى ذلك، وبينما وقّعت «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» في الإمارات، أول جامعة على مستوى العالم للدراسات العليا المتخصصة ببحوث الذكاء الاصطناعي، مذكرة تفاهم مع «معهد وايزمان للعلوم» الإسرائيلي بهدف تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتحقيق التقدم والنمو، أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن شركة الاتصالات الإسرائيلية «بيليفون» تجري مفاوضات مع مزودي خدمات الهواتف الجوالة في البحرين.

وأضافت أن المفاوضات تهدف إلى تقديم خدمات التجوال لعملاء مزودي الخدمات في البحرين خلال زيارتهم لإسرائيل وعملاء «بيليفون» الذين يزورون البحرين.

في غضون ذلك، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خلال مؤتمر صحافي في رام الله عبر الانترنت: «إننا جزء من المنظومة العربية، ولن ننسحب منها، وأمننا جزء من الأمن العربي، كما أن العرب أكدوا تمسكهم بمبادرة السلام»، التي أطلقت عام 2002.

وأكد عريقات رفض خطوة البحرين والإمارات إقامة علاقات مع إسرائيل، معتبرا أنهما «تخلتا عن المبادرة العربية، وقبلتا بصفقة القرن الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية».

وأضاف عريقات: «ساحتنا الداخلية هي أولوية في العمل، وفي الساعات المقبلة سيكون هناك إعلان هام للفصائل، والعمل مستمر لتحقيق الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وتفعيل منظمة التحرير، والوصول إلى الانتخابات».

ورحب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» حسام بدران بخطوة تشكيل «القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية»، وبصدور البيان الأول عن هذا الإطار، ما يمثل خطوة عملية لتحويل التوافق الوطني إلى إجراءات على الأرض.