تتجه الأنظار اليوم إلى البيت الأبيض، الذي ستدخل من خلاله منطقة الشرق الأوسط مسار حقبة جديدة عندما توقّع دولة الإمارات ومملكة البحرين اتفاقي تطبيع العلاقات مع إسرائيل في واشنطن، في خطوة تقوّض إجماع العالم العربي بشأن القضية الفلسطينية.

ومن المقرّر أن يشرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال احتفال في البيت الأبيض، على توقيع مسؤولين إماراتيين وبحرينيين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما يطلق عليها الأميركيون اسم "اتفاقات ابراهيم"، تيمّنا بالنبي إبراهيم الذي يعتبر أبا الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام.

Ad

ووسط توقعات بأن يولّد التطبيع تعاونا مثمرا بين اقتصادات الدول الثلاث في مجالات عدّة، من بينها الأمن والأعمال والطاقة والعلوم، وصل وزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى واشنطن على رأس وفدين رسميين يضمّان مسؤولين رفيعي المستوى.

وبالنسبة الى ترامب، يعدّ الاتفاقين انتصارين مهمين قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وغرّد ترامب، مساء الجمعة الماضي، قائلاً: "اختراق تاريخي آخر اليوم! صديقتانا العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين تتفقان على اتفاق سلام. ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في 30 يوماً!".

كما يمثّل الاتفاقان انتصاراً مهماً لنتنياهو كذلك، إذ إنهما يضفيان مزيدا من أجواء قبول إسرائيل في الخليج، في وقت يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلي اتهامات بالفساد وتظاهرات مناهضة له ومنافسة سياسية.

وفي المنامة، أفادت وكالة أنباء البحرين" الرسمية (بنا)، بأن اتصالا هاتفيا جرى أمس، بين وزير الصناعة والتجارة والسياحة بالبحرين زايد بن راشد الزياني ووزير التعاون الإقليمي بإسرائيل وأوفير اكونيس، تم خلاله تبادل التهاني بمناسبة إعلان إقامة السلام بين الجانبين.

وأضافت أنه تم خلال الاتصال "مناقشة العديد من جوانب التعاون بين البلدين تحت مظلة السلام، مما سينعكس إيجابيا على اقتصاد البلدين، ولا سيما في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية".

وفي تأكيد على الالتزام تجاه الفلسطينيين الراسخ، أكدت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي أن الإمارات تؤيد حل الدولتين، وتسعى إلى إعادة طرحه على الطاولة من جديد. كما كتبت مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي هند العتيبة في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أمس، أن بلادها لا تزال ملتزمة بحل الدولتين، وكتبت أيضاً "التزامنا العميق وطويل الأمد تجاه الشعب الفلسطيني راسخ".

وقالت العتيبة للإسرائيليين إن "موقف الإمارات واضح: نسعى إلى سلام دافئ مع إسرائيل"، لكنها لفتت إلى أن "الإسرائيليين والفلسطينيين جيران ويحتاجون إلى حل عادل ودائم لهذا الصراع المستمر منذ عقود".

وفي بودابست، قال ماتي باتشولاي، الناطق باسم وزير الخارجية المجري بيتر زيغارتو، إن الوزير سيكون الوحيد من بين وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذي سيحضر حفل توقيع اتفاق تطبيع العلاقات في واشنطن.

في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في افتتاح الاجتماع الأسبوعي للحكومة في رام الله، امس، أن "مجلس الوزراء يدرس توصية الرئيس محمود عباس بتصويب علاقة فلسطين مع الجامعة العربية، كما يدرس اتخاذ إجراءات ضد الجامعة" على خلفية الموقف من التطبيع العربي مع إسرائيل.

وأضاف اشتية أن "الجامعة العربية تقف صامتة أمام الخرق الفاضح لقراراتها التي لم ينفذ منها شيء أصلا، والتي أصبحت رمزا للعجز العربي".

ودعا الدول العربية إلى رفض ومقاطعة خطوة الإمارات والبحرين بالتوقيع على إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل في مراسم احتفال مقررة اليوم في واشنطن.

وقال: "نشهد غداً (اليوم) يوماً أسود في تاريخ الأمة العربية، وهزيمة لمؤسسة الجامعة العربية التي لم تعد جامعة بل مفرقة وإسفينا للتضامن العربي، هذا اليوم سيضاف إلى رزنامة الألم الفلسطيني وسجل الانكسارات العربية".

على صعيد آخر، قضت محكمة إسرائيلية أمس بالسجن المؤبد على المستوطن عميرام بن أوليئيل، الذي أُدين بقتل رضيع فلسطيني ووالديه من عائلة دوابشة حرقا، قبل 5 أعوام في منزلهم بالضفة الغربية.