حسن إبراهيم: لا صبر لدى الفنانين الشباب
يرى أن المخرج أعظم ممثل في العمل... لكن لا أحد يراه
حسن إبراهيم ممثل مرموق أخرج العديد من الأعمال و المسلسلات، ويعد «لا يا عمر الزهور» و«بيت العائلة» من أقرب الأعمال إليه، أدواره وأعماله شكلت حدثاً مهماً لا تبارح الذاكرة، تميز بأعماله الموضوعية ورؤيته الإخراجية المميزة، إذ بدأ مسيرته الفنية أوائل الثمانينيات من خلال المسرح، وشارك في كثير من الأعمال الفنية ودبلجة الرسوم المتحركة وغيرها من المسلسلات والمسرحيات.
فماذا قال في الحوار الآتي:
فماذا قال في الحوار الآتي:
● حدثنا عن أعمالك ومشاريعك المقبلة.-هناك عمل فني سنتعاون من خلاله مع مناف عبدال يحمل اسم "مطر صيف" وهو عمل اجتماعي بمشاركة كوكبة كبيرة من الفنانين، ويتم التجهيز لهذا العمل إنتاجياً وإدارياً، وخلال الفترة القادمة أعتقد سيتم التصوير بعدما أخذت الأمور الحياتية تعود لطبيعتها تدريجياً.
● لمَ ركزت بالتمثيل في الفترة الأخيرة وأيهما الأقرب لك؟- عملي الأساسي ممثل ومن ثم انتقلت إلى الإخراج، فالتمثيل أحبه كثيراً لهذا السبب أصبحت مخرجاً وممثلاً.● كيف توزع أعمالك؟- منذ فترة طويلة لم أقدم عملاً من إخراجي بسبب أمور كثيرة، وحالياً أجهز لبعض الأعمال ولكن الوضع العام الحالي والجو العام لا يساعد، وحالياً بت أطبق وجهات نظر شخصية في الحياة والتمثيل من خلال أداء الأدوار.● وهل وجهة نظرك الشخصية التي تطبقها حالياً تناسب وجهة نظر الأعمال الخليجية؟-أؤمن بأن التمثيل عملية تفكير وتحليل ومن خلال التحليل والتفكير أستطيع الوصول إلى مرحلة أقدم من خلالها الشخصية المناسبة، لذلك لا يناسبني أداء دور خطابي أحفظ من خلاله جملتين أعبر من خلاله بمشاعر معلبة وهذا الأمر أرفضه.● ما الأقرب لك التمثيل أم الإخراج؟-الإثنان مقربان لي، لكن التمثيل له نكهة خاصة لأنني أتحكم أكثر بقضايا "الكراكتر" وبشكل بصري أُظهر للمشاهد وجهة نظري، والمخرج هو أعظم ممثل في العمل ولكن لا أحد يراه.● هل هناك عروض تقدم لك كمخرج؟-لا توجد عروض خلال الفترة الأخيرة.● حدثنا عن أبرز أعمالك؟-لديّ عدد من المسلسلات والسهرات، منها سهرة " إيقاع مختلف" أعتز بها كثيراً، وسهرة بعنوان "ممكن" كأول سهرة أخرجتها وأنتجتها وهناك مسلسل عملت عليه عام 2000، أحبه كثيراً وهو أول مسلسل قدمته وكان يحمل اسم "لا ياعمر الزهور"، وأحببت مسلسل "بيت العائلة".● ما تأثير جائحة كورونا على أعمالك؟-أحسست بأن كوكب الارض توقف عن الدوران بسبب جائحة كورونا، والحقيقة هي لحظة توقف ليس فقط في الفن إنما أمور كثيرة توقفت عن الديمومة، وهناك أمور كثيرة تحركت داخل المنزل وأصبحنا قريبين من أسرنا وبيتوتيين أكثر. ● هل هناك أجندة فنية توعوية مستقبلية يتم تجهيزها، وعن ماذا يتم تجهيزها؟-منذ عشرين عاماً أملك مجموعة من الأجندات تحمل مجموعة أفكار، منها أفكار خيالية واجتماعية وأخرى أكشن، وجميعها مدونة ومحتفظ فيها، وتمر الأوقات وتزدحم الأفكار ولا يوجد إنجاز بسبب العامل المادي الذي يتحكم في الإنتاج وافتقاد المبدعين من حولي وهذان الأمران هما العائق الاساسي.● هناك مبدعون لكنهم يحتاجون إلى من يتكاتف ويتعاون معهم؟- الموضوع هنا يختلف، والحقيقة أننا نحتاج الى مجتمع يفهم الكلمة التي تقال من خلال العمل الفني الذي نقدمه، ونجد تقبلاً وتفهماً عند الطرف الآخر لأنه متقبل هذه القضية، ويعي معنى الكلمة التي تقال ويفهم أبعادها، لذلك نجد كثيراً من الناس يعملون في مهنة لا ترتبط بعملهم الأساسي الذي تخصصوا به سواء كان مهندساً أو معلماً أو غير ذلك، فضلاً عن الأشخاص الكثيرين الذي يفهمون في كل شيء وهم لا ينتمون إلى أي شيء، وهذا الأمر لايمكننا التحكم به، وهذه الفوضى هي نتيجة تراكمات سنوات من الإخفاقات سببت هذه الحالة الفوضوية.● برأيك من من الفنانين الكويتيين تجده مميزاً ويملك إمكانات كبيرة في اتقان التمثيل لكن ينقصه نص يبرز قدراته؟-هناك الكثير من الفنانين يملكون هذه الإمكانيات الكبيرة والمهدور حقهم في إبرازها، على سبيل المثال، حين أمثل مع الفنان خالد أمين هي حالة من الإبداع، وحين التقي مع جيل مؤسس مثل الفنان القدير سعد الفرج استغرب بالرغم كل هذا التاريخ وهذا العمر ولهذه اللحظة هو حالة إبداع، لذلك الموهبة هي حالة تألق مستمرة لآخر نفس، فالثقافة والمعرفة والاطلاع المستمر هو العامل الأساسي للنجاح، وكل شخص متخصص في مهنة عليه الغوص والبحث والاطلاع أكثر فيها لاكتساب خبرة أكبر حتى يصل إلى العقلية التي تتقبل كل شيء ولا يضع حواجز، لأن القيود والحواجز هي التي تعوق الاستمرارية في النجاح.
وجود منصات
● ذكرت خلال حديثك عن الفنان خالد أمين وهو حالة من الإبداع وأشرت الى قدرة الفنان القدير سعد الفرج وتاريخه الذي نفتخر به، فلماذا لاتؤسسون منصة فنية الهدف منها إزالة العوائق التي تواجه الفن؟-حين نود العمل بإيجابية، لابد من وجود منصات ننطلق منها ونحن هنا في الكويت نفتقدها، ووجود منصات عندها أفكار وأهداف معينة يبدو أن السيئ قتلها، ففي السابق حين تلتقى المجاميع الفنية لتكوين أفكار واتجهات معينة، كان الجميع يتعاون والدولة تدعمه سواء في استخراج الرخص أو وجود مسرح أهلي باستطاعة الفنان تأسيسه، والآن المنصات الانطلاقية مفقودة، واليوم إذا تم الضغط لإيجاد هذه المنصات سنجد الفوضى وقد قتلت حتى البحث عن المبدع لينطلق، وأصبح البحث عمن ينمي مصالحه، لذلك دخلت أمور أخرى أساءت إلى المفهوم القويم الطبيعي،على سبيل المثال من أراد النجاح يصعد السلم من أوله وما يحدث اليوم أنهم يقفزون، وأتفاجأ بأنهم قفزوا دون أن يتأذوا، لذلك إما أن يكون الخلل بي شخصياً، او أن هذا الوضع لا يناسبني.● وهل غيرت توجهك في اختيار منصة تنطلق منها لتقديم أعمالك؟-بالطبع غيرت توجهي من خلال العمل بصمت لإظهار العمل بشكل لائق وأثر هذا العمل على المجتمع سيكون واضحاً وفي حال لم يؤثر سأعود وأعمل من جديد.● هناك إبداعات شبابية كويتية منهم الممثل والمخرج والمنتج وغير ذلك كيف تدعم هذه الفئات؟-هم موجودون فعلاً في الساحة ويعملون، لكنهم لا يملكون الصبر، لذلك هم بحاجة إلى الصبر والتأمل والتركيز في وجود هذه العناصر ستتغير كثير من الأمور، لذلك اليوم المال بات يؤثر على كثير من الأمور، ولست أبالغ في موضوع المال لكن المشكلة أن القضية المادية ساهمت في عمل هزة وجنون للقبول عليها، ويجب أن تؤثر هذه المادة على الكفاءة والجودة والسعي إلى تقديم الافضل لا العكس.● هل حاولت الدخول أو تجربة عمل فني آخر يتعلق بمهنة التمثيل؟- لا لم أحاول وأستطيع أن أكون نجماً في هذه الأماكن وأرفض أن أعتدي على عمل الآخرين، كما أنني وعندي بعض الهوايات منها أحب الزراعة والقراءة والأجهزة والتقنيات.● في حال طلب منك تقييم عمل فني لشخص يملك موهبة الكتابة أو التمثيل أو غير ذلك كيف تقيمه؟-حاليا أعمل على ذلك، وهو مشروع أعمل من خلاله مع المهندس سامي الخرس.
الصبر والتأمل والتركيز عناصر يحتاج إليها المبدع