صالون بوشهري يحتفي بالراحلَين أمين الباشا ومحمد الأيوبي
مشاركاتهما عرضت رؤى تصويرية وخزفية وأعمالاً عن ماضي الكويت
رغم ما تمرّ به البلاد من ظروف غير مسبوقة، تتمثّل في جائحة كورونا، التي أوقفت الأنشطة الثقافية والفنية في مختلف بلدان العالم، مما اضطر البعض إلى تفعيل هذه الأنشطة عن طريق تقنية الإنترنت (التفاعل عن بعد - أونلاين)، فإن قاعة بوشهري للفنون، حرصت على إقامة صالونها الفني السنوي الحادي عشر، الذي تميّز بأعمال اتسمت بالجمال والتناسق فيما بينها من حيث الفكرة والتكنيك.
تجارب جمالية
وجريا على عادتها السنوية، أقامت قاعة بوشهري للفنون عرضا متميزا لصالونها الحادي عشر 2020 لكوكبة من كبار الفنانين الذين ساهموا بشكل فعال في رفد الحركة التشكيلية المحلية والدولية، ممن حملت أعمالهم تجارب جمالية معمقة لقيم إنسانية ومضامين اجتماعية تتميّز بالثراء في معالجاتهم التقنية وصياغاتهم لمفرداتهم لأساليبهم الخاصة، وفّاها النقاد والعارفون حقّها، ومن ثم حظيت أعمالهم بسمعة طيبة في المعارض والمحافل الفنية. وأضاف بيان صادر عن قاعة بوشهري: "يتميز صالون هذا العام ببثّ رسائل تحية وتقدير للفنانين احتفاء بذاكرهم العطرة. الأول الفنان أمين الباشا، ابن بيروت العاشق المتيم بحبها، ولقد كان الباشا فنانا رائدا استوعب جيدا أسرار العمل الفني، واعتبر الرسم أساس العمل التصويري، والثاني الفنان الكويتي محمد الأيوبي الذي خسرته الحركة التشكيلية المعاصرة، باعتباره واحدا من أندر المواهب التشكيلية الكويتية".
الترميز والتجريد
والمتأمل في أعمال الصالون سيجد أنها تتماهى مع العديد من الأفكار التي جاءت في بعضها منحازة للرمز والتجريد وفي بعضها الآخر متواصلة مع الواقع في أنساق فنية شفافة، من خلال أعمال تصويرية وأخرى خزفية. ومن ثم فإنّ الفنان نزار صابور من سورية استعان بتنوّع الألوان من أجل الحصول على مواضيع ذات رؤى فنية رمزية في تحاور ملحوظ مع الخيال، ثم بدت أعمال الفنان هرير من لبنان وكأنها بانوراما لونية تحكي الكثير من الصور الجمالية، تلك التي تتباعد وتتقارب فيها الخيالات، كما أن مجاميع الفنان أحمد المعلا بدت متناسقة مع أفكار إنسانية جذابة، خصوصاً مع استخدامه ألوان الإكريلك.وقد تنوعت أفكار الفنان فيصل اللعيبي، تلك التي ركّز فيها على الواقعية في مظهر تأثيري واضح، بينما رصد الفنان محمد الشيخ الحياة في ماضي الكويت من خلال عناصرها القديمة، باستخدام الزيت على الخشب، في حين تناغمت خزفيات الفنان علي العوض مع الطبيعة والتراث معا، كي تتآلف الرؤى في تنسيق جمالي بديع، وتنوعت المشاهد الرمزية في أعمال الفنان حسن الحداد، تلك التي تتمتع بالسرد القصصي في عناصرها المختلفة.وعرضت الصالة لوحة للفنان محمد قمبر من مقتنياتها، وتفاعل الفنان إياد إبراهيم في أعماله مع الرمز ومن ثم فقد استعان بالألوان المتداخلة من أجل تأكيد هذا الرمز. وازدهرت الألوان في بهجتها عبر أعمال الفنان علي نعمان، إلى جانب ما أضافته الحروف العربية لتلك الألوان من تميّز ملحوظ ساهم في ظهور الفكرة في أكثر من شكل. ومن الأردن جاءت أعمال الفنان محمد العامري متدرجة في ألوانها ومعبّرة خير تعبير عن الرمز في أبهى تجلياته، وتناغمت أعمال الفنانة علا الأيوبي مع ألوانها التي ظهرت منسجمة فيما بينها، خصوصا الأبيض منها. وجسد الفنان محمد عبدالوهاب (من السودان) في أعماله الحياة في بلده من خلال الشوارع وما تتميز بها من جماليات.