ليلى العثمان!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
لكتابات العثمان ملمحان أساسيان، هما استحضار كويت الماضي، كويت ما قبل النفط، كويت ما قبل الحداثة، بكل تشعُّباتها وألوان طيفها بشراً وحجراً، وكذلك جراءة طرحها لأفكارها، وشجاعتها في قول ما يصعُب قوله على المستوى الشخصي، في مذكّراتها، وعلى المستوى الاجتماعي، وفي نقد الظواهر الاجتماعية القاسية، وتحديداً ما يُسيء للمرأة.ما يجعل ليلى العثمان تنتمي لعالَم كل من د. الغنيم ود. الشطي، هو كونها كانت ولم تزل تعيش علاقة وطيدة ودائمة ومتجددة مع القراءة والكتابة ومستجدات الساحتين الإبداعية والثقافية، أياً كانت صعوبة الظروف الخاصة التي تعيشها. فكتابات العثمان تقدّم صورة جليّة وموحية لوضع المرأة الكويتية والخليجية وتالياً العربية، وهي أعمال بقدر ما تقدّم مادة إبداعية خاصة بليلى، فإنها تقدم توصيفاً عاماً يشير ويشخّص وضع وهموم المرأة وآلامها!نعم، ليلى العثمان، الكاتبة والزوجة والأم والجدّة، قدمت ولا تزال تقدّم عطاءً أدبياً مستمراً، وهي بقدر ما تعيش منعطفات عالمها الخاص، فإنّها تحمل الكتاب والقراءة والكتابة حيثما كانت وحيثما حلّت، حتى صار يُشار إليها بوصفها وجهاً ثقافياً كويتياً خليجياً عربياً وعالمياً، وخاصة مع تنوّع نتاجها الإبداعي بين القصة القصيرة والرواية وكتابات السيرة الذاتية، إضافة إلى كتاباتها الصحافية. إن التعرُّض والكتابة عن ليلى العثمان، في هذه العجالة، يستوجبان بالضرورة الإشارة والتأكيد على أنها في كتاباتها وحياتها الخاصة والعامة وجهان لعُملة واحدة. فليلى تكتب ما تؤمن به وتؤمن بما تكتُب. وأنها وخلافاً لبعض الكاتبات العربيات اللاتي يعانين سطوة المجتمع وقسوته، فإنّها امتلكت منذ بدايات كتاباتها صوتها الخاص بجراءتها على قول كل ما يُقال، حتى لو كان صادماً أو خارجاً عن السائد الاجتماعي، ومؤكد أن في هذا ميزة أساسية للكتابات الإبداعية، في قدرتها على أن تهزّ القناعة الاجتماعية الساكنة والسائدة، وأن تقول كلمة صادقة يصدّ المجتمع عن مواجهتها ويهرب إلى الصمت حيالها.ليلى العثمان، الكاتبة الإنسانة ليست استثناءً في المجتمع الكويتي، بل هي نموذج لنساء كثيرات ومخلصات لعطائهن الإنساني والاجتماعي والثقافي، نساء كنّ ولم يزلن نماذج مشرقة في بلدي الحبيب الكويت!