البطاطس في البحرين «علي ولم»
بيننا وبين شعب مملكة البحرين علاقة فريدة، ضاربة أطنابها في جذور التاريخ منذ بداية الاستيطان الأول لآل الصباح لأرض الكويت ومعهم آل الخليفة، إلّا أنهم رحلوا إلى البحرين في بداية الأمر، وتبقى منهم في الكويت فرع صغير من شيوخهم، هم آل فاضل، ومنهم وزير النفط الحالي الأخ خالد الفاضل والأخ المستشار صلاح الفاضل، زميلنا في رابطة الأدباء الكويتيين، الذي له باع طويل في توثيق جوانب متعددة من تراث الكويت!للبحرين وأهلها نكهة خاصة ممزوجة بحلاوة مذاق "حلوى البحرين" منذ أيام الغوص والسفر وبيع اللؤلؤ (الطواشه)، وكذلك ارتياد الكويتيين للبحرين للعمل والتجارة. وقائمة سرد الأسماء طويلة جداً لا يتّسع المجال لتفصيل ذلك، والجميع يعرف أن كل الكويتيين يحبون البحرين وأهلها، وهم كذلك يبادلوننا نفس الشعور والأحاسيس، ولا تحلو العلاقة إلا عند تبادل المزحة و"الغشمرة"، فهم شعب طيب وكريم واجتماعي من الدرجة الأولى، ومنفتح ويحبّ الفنون، ودائماً مرِح وبشوش... وهذا ما وجدته أثناء الدراسة في ربوع الإسكندرية قبل نصف قرن، إذ لم تكن تحلو حفلات السمر التي كنّا نقيمها إلا بمشاركة طلبة البحرين، لإجادتهم الفن على أصوله وقواعده بنفس ما لدينا من فنون شعبية بطريقة الأداء والألحان والأدوات الموسيقية. والأكثر أن العلاقة مع الإخوة البحرينيين تنشأ سريعاً وتكبر، وعلى عكس الجنسيات الأخرى، من الصعب اختراقها بسهولة.
وما يجعل العلاقة جميلة هو طريقتنا وطريقتهم في "الغشمرة والمعايات" عند الاختلاف على المسميات، فمثلاً يسمون البطاطس "علي ولم"، ولذلك قصة طويلة، فنضحك عند سماع هذه التسمية، فيردون علينا بأننا نسمي سرير النوم "البطيخة" بنفس تسمية "الشمّام الأصفر"، ويقولون لنا: "أحد ينام فوق البطيخة، أنتم يالكويتيين مو صاحيين..!"، فنضحك بجو من المداعبة لا نجده عند أيٍّ من الشعوب الأخرى!الصورة التقطت لي عام 1972، وهي من ألبوم ذكرياتي لمجموعة من طلبة البحرين في الإسكندرية وقت مشاركتهم لنا في حفل العيد الوطني العاشر لاستقلال دولة الكويت.