ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا في القرآن الكريم لأوهن البيوت، فقال: «مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ». (العنكبوت41).

في جميع أنحاء العالم توجد بيوت قوية وبيوت ضعيفة، وأقصد بالبيوت القوية هي بيوت الزوجية التي أساسها متين وقائمة على المودة والرحمة والتفاهم والحوار، حتى إن حدثت مشكلة في البيت فلا يأتي المساء إلا والمشكلة قد حُلت والقلوب صفت.

Ad

أما البيوت الضعيفة فهي بيوت الزوجية التي تكثر مشاكلها ويعلم بها القاصي والداني، والصراع دائم ومحتد بين الزوجين لفرض الرأي ليس بالحوار والإقناع إنما بالقوة والسيطرة والتسلط، وهذه البيوت الضعيفة كبيت العنكبوت الذي هو عبارة عن خيوط معقدة وكثيرة، لكنه يطير بنفخة واحدة!

للأسف الشديد بعض بيوت الزوجية الآن أوهن من بيت العنكبوت، والدليل ما نسمعه ونقرأه عن ارتفاع معدلات الطلاق، وفشل الزيجات في السنوات الخمس الأولى من الزواج، وهذا ملاحظ وغير مستغرب، لكن الغريب والعجيب في الموضوع هو طلب الزوجة من زوجها الطلاق أو الخلع بعد مضي أكثر من ربع قرن على زواجهما! فهذا ما ذكره الشيخ صالح النهام في أحد البرامج الإذاعية بأن هناك مجموعة من الزوجات يطلبن الطلاق من أزواجهن بعد عشرة عمر طويلة.

تقول إحدى الزوجات لزوجها: «أريد أن أكون حرة بتصرفاتي»، فتسافر هي ومجموعة من النساء أعمارهن فوق الخمسين عاما بدون محرم، وتسهر وتنام مع صديقاتها خارج المنزل سواء في الشاليه أو المزرعة أو أي مكان آخر.

للأسف هذه حال بعض الزوجات الآن يطلبن الطلاق أو الخلع وقد بلغن من الكبر عتيا! سؤال يطرح نفسه: لماذا بعض الزوجات يطلبن الانفصال عن أزواجهن بعد عشرة عمر طويلة، وبعد أن كبر أولادهما وتزوجوا وصار عندهما أحفاد؟ يقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: «أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقَها في غيرِ ما بَأْسٍ؛ (دون سبب) فحرامٌ عليها رائِحَةُ الجنةِ». فهل من مدكر؟