«استيبانيكو» حكاية رحالة في أرض الهنود الحمر
محمد البوعبيدي أمضى 3 سنوات في تأليف الرواية
بعد نجاح كبير حققته أعماله الروائية الأربعة التي صدرت على مدار السنوات الماضية: «المذنبون»، و«الخادمة»، و«الكوابيس»، و«الأحلام لا تشيخ»، خرجت رائعته السردية الخامسة إلى النور تحت عنوان «استيبانيكو أو الموت في سيبولا» للكاتب والشاعر المغربي محمد البوعبيدي، عن الدار المصرية «ببلومانيا للنشر والتوزيع»، وتحكي الرواية الجديدة عن مغامرة رحالة مغربي في أرض الهنود الحُمر.
يتعلق الأمر برواية تاريخية تحكي شخصية الرحّالة المغربي المغمور مصطفى الزموري، الذي خمل ذكره مدة تقارب الخمسة قرون، حتى بدأت تظهر عنه بعض الوثائق والمعلومات رغم شحّها وندرتها، التي زادها ثباتاً حضوره في الموروث الشعبي لقبائل الهنود الحمر.واستعان البوعبيدي بمجموعة من الوثائق التي تؤرخ لثلاث مراحل من رحلة الزموري، الأولى تؤرخ لحياة الرحالة في مدينته أزمور حتى الاجتياح البرتغالي، ومنه التطرق إلى الحالة السياسية والاجتماعية.أما المرحلة الثانية فتؤرخ له منذ حُمِل باتجاه إيبيريا وممارسته حياة العبودية رفقة سيده الدوق أندريس دورانتيس ليحمل اسم «استيبانيكو» ويعاصر محاكم التفتيش الكاثوليكية، إلى رحيله إلى العالم الجديد في بعثة «بانفيلو دي نارفاييز» التي تضم ست سفن على متنها ستمئة راكب.
في حين تؤرخ المرحلة الثالثة لهذا الرحالة منذ وصول الأسطول إلى جزر الأنتيل، وتجاوزه البحر الكاريبي باتجاه خليج المكسيك، ثم تيهانه بين مستنقعات فلوريدا، الميسيسيبي، تكساس وأريزونا وصولاً إلى إسبانيا الجديدة، ثم ركوب الرحلة الأخيرة رفقة الراهب الفرانسيسكاني فراي ماركوس دي نيزا باتجاه مدن الذهب، حيث اختفى وباد أثره.
قبائل الهنود
وخلال هذه الرحلة الطويلة التي تضاعف رحلات الأولين مسافة، لاقى استيبانيكو الكثير من الأحداث والآفات والعراقيل والعقبات خلال ممارسته الطب الروحاني بين قبائل الهنود، ليحمل هناك لقب «ابن الشمس».واعتمد الكاتب في تأليف هذه الرواية على مجموعة من الوثائق والدراسات والمقالات والمقاطع والبرامج واللوحات والأغاني وحتى الروايات التي تدور موضوعاتها حول هذه الشخصية من قريب أو من بعيد، وذلك في زمن لا يقل عن الثلاث سنين، ليخرج لنا بعمل أقل ما يصفه به أنه الأمتع والأقرب الحقيقة التاريخية. كما لابد من الإشارة إلى ما يحف الموضوع من أساطير وحكايات، بأسلوب شعري يرقى بالعمل إلى مصاف الإبداع البعيد عن قسوة الوثيقة وجفافها.وأخيراً، لابد من الإشارة إلى أن الكاتب البوعبيدي كان دائماً يعتقد أن الرواية كانت ولا تزال قادرة على كتابة ما لم يكتبه التاريخ، وذلك بجنوحها إلى أدوات متميزة وأساليب خاصة، منها ما يتلاعب بالزمان، ومنها ما يؤثث المكان، ومنها ما يضع مجهراً على الشخصيات.نهاية الأندلس
إن هذه الرواية، ستفتح أعين القراء على مرحلة مهمة من التاريخ، تجمع بين نهاية الأندلس ومحاكم التفتيش والغزو البرتغالي للسواحل الأطلسية والأهم من ذلك كله، العصر الذي كان دائماً يُنعَتُ بالكشوفات.كما أنها تعيد النظر في الكثير من تلك الأسئلة عن طريق صناعة الحدث الصحيح في المكان الصحيح.الجدير بالذكر، أن محمد البوعبيدي كاتب وشاعر مغربي، صاحب بصمة فريدة في الكتابة، صدر له ديوان شعر بعنوان «جنون اليرقة والطلقات» إلى جانب خمسة أعمال روائية حققت أصداء واسعة على مستوى القراء والنقاد أبرزها «المذنبون» و«الخادمة».