بينما لا يزال «الثنائي الشيعي» في لبنان المتمثّل بـ«حركة أمل» و«حزب الله» متمسّكاً بوزارة المالية وتسمية الوزير الذي سيتولّى هذه الحقيبة، أكد رؤساء الحكومة اللبنانيون السابقون، سعد الحريري وتمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة إثر اجتماع لهم، أمس، أن «مبادرة الرئيس الفرنسي إايمانويل ماكرون تشكّل فرصة مهمة يجب تثميرها بالإسراع في تشكيل الحكومة، لإبعاد لبنان عن الانهيار والفتن والشرور المحدقة به».واعتبروا أن «فرنسا، التي استشعر رئيسها حجم الأخطار المحدقة بلبنان، بادرت مشكورة إلى تقديم الدعم والمساعدة وإطلاق مبادرة سياسية متكاملة للحل ترجمت بتكليف مصطفى أديب تأليف حكومة وفق تفويض محدد بالشكل والمضمون وينبغي العمل على إنجاحها».
وحضّ الرؤساء الأربعة أديب على «التمسّك بصلاحياته كاملة لجهة تأليف الحكومة في أقرب وقت ممكن بالتشاور مع فخامة الرئيس وتحت سقف القواعد المنصوص عليها في الدستور».
اتصال رئاسي
في غضون ذلك، أشارت مصادر مطلعة الى أن الاتصال بين الرئيسين الفرنسي واللبناني ميشال عون، أمس الأول «تخلله عرض الأخير المأزق، وهو أن المكوّن الشيعي متمسّك بوزارة المالية وبتسمية الوزير الذي سيتولى هذه الحقيبة، ما يُعتبَر مخالفاً للدستور».وأضافت المصادر، «أن رئيس الوزراء المكلف الذي لا يريد استشارة الكتل النيابية، وجد نفسه في مأزق على هذا الصعيد». ورأى معنيون بحركة الاتصالات الفرنسية، أن «الجهد الفرنسي قائم، وإن حصل هذا الاختراق، فالحكومة قد تولد خلال ساعات، وعلى أبعد تقدير هذا الأسبوع».تشكيل حكومة فوراً
ومساء أمس الأول، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون دير مول، في إفادة صحافية يومية، أنه ينبغي على القوى السياسية اللبنانية الاضطلاع بمسؤولياتها وتشكيل حكومة على الفور تحت رعاية أديب.وقالت: «في وقت يواجه لبنان أزمة غير مسبوقة، فإن فرنسا تأسف لعدم التزام الساسة اللبنانيين بتعهداتهم التي أعلنوها في أول سبتمبر وفقاً للإطار الزمني المعلن».وأضافت: «نحضّ كل القوى اللبنانية على الاضطلاع بمسؤولياتها والموافقة من دون تأخير على التشكيلة التي رشحها مصطفى أديب لحكومة مهام تقدر على تنفيذ الإصلاحات اللازمة للوفاء بتطلعات الشعب اللبناني».«الثنائي الشيعي»
مصادر متابعة أكدت أمس، أن رفع «الثنائي الشيعي» المواجهة بإصراره على حقيبة المال إلى مشكلة مرتبطة بمصير الحكومة برمتها، أي إما تبصر النور بمشاركته أو يذهب الرئيس المكلف إلى الاعتذار، بالتالي لم يعد لدى أديب سوى التفاهم على شق إخراج حقيبة المال للثنائي بأقل أضرار، معتبرة أن المؤكد لدى «الثنائي» أيضاً أن رئيس الجمهورية لن يكون في وارد الانقلاب على حليفه بعدما أرسل إليه إشارة إيجابية: مداورة بموافقة الأفرقاء جميعاً. مع ذلك رفض الثنائي ربط تجريده من حقيبة المال بالذريعة التي يطلقها الحريري، وهي أن المداورة انطلاقاً منها تتيح إجراء إصلاحات بنيوية في الاقتصاد تصر عليها المبادرة الفرنسية. بذلك تبدو المداورة شرطاً فرنسياً يتنكّبه الحريري على عاتقه.مفاوضات مباشرة
إلى ذلك، ذكر تقرير نشره موقع «واللاه» الإسرائيلي، أن واشنطن تدفع لانطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية التنقيب عن الغاز «حتى قبل الانتخابات الأميركية« المقبلة.وأشار إلى أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، يقوم بجهود كبيرة وتنقلات ماراثونية، بين بيروت وتل أبيب، في سبيل إجراء «مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان لأول مرة منذ 30 عاماً، حتى قبل الانتخابات الأميركية المقبلة».ولفت التقرير إلى أنه «في الأسابيع الأخيرة، عقب الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية في لبنان، والانتقادات الداخلية لحزب الله، قررت الإدارة الأميركية استئناف الجهود لبدء مفاوضات بين إسرائيل ولبنان»، مشدداً على أن شينكر زار إسرائيل الأسبوع الماضي والتقى بوزير الطاقة يوفال شتاينتس، المسؤول عن قضية الغاز بالبحر المتوسط نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، كما التقى أيضاً وزير الخارجية غابي أشكنازي، الذي يعتبر مكتبه شريكاً في الاتصالات.وذكّر التقرير، بأن شينكر سبق أن اجتمع مع شتاينتس وأشكنازي خلال زيارة إلى إسرائيل قبل أسابيع، توجه بعدها إلى بيروت، «حيث التقى بأعضاء كبار في الحكومة الانتقالية لمحاولة التوصل معهم إلى صيغة تسمح بفتح مفاوضات مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن «شينكر أطلع شتاينتس وأشكنازي على محادثاته في لبنان وقدم لهما مسودة حديثة لوثيقة المبادئ لبدء المفاوضات».ووفق التقرير، فقد أشار مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إلى أن الانطباع بعد الزيارة هو أن «هناك مرونة من جانب اللبنانيين»، وقال أحد المسؤولين: «كان هناك تقدم. نرى رغبة من الجانب اللبناني للمضي قدماً، ونرى فهمهم أن الوقت قد حان لتسوية القضية، نحن مستعدون لبدء إجراء مفاوضات جادة، ونأمل أن يحدث ذلك قبل نهاية 2020».مفرقعات
وبينما أعلنت قيادة الجيش اللبناني أمس، أنه لا يزال هناك 9 مفقودين جراء انفجار مرفأ بيروت، أوضحت أنه عثر على 1.3 طن من المفرقعات موضبة في 120 علبة كرتونية ومخزنة في أحد العنابر، أثناء بحث في مرفأ بيروت الذي دمره الشهر الماضي انفجار هائل ناجم عن تخزين سيئ لكمية كبيرة من المواد الكيماوية وراح ضحيته ما لا يقل عن 190 شخصاً.