أتابع أعمال مجلس الأمة الحالي لأسباب مهنية، لكنني على المستوى الشخصي أعتقد أنه لا يستحق المتابعة، فهو من المجالس التي تضم لائحة المجالس السيئة التي كثُر فيها اللغو والتمثيل على المواطنين، والدليل كمّ قضايا الفساد التي كُشفت خلال الشهور الأخيرة من عمره.والاستجواب الذي سيناقش بعد ٤٨ ساعة، المقدّم لرئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد أعتبره الفصل الأخير من فصول مسرحية مجلس أمة ٢٠١٦ العبثية و"الماسخة".
فما فائدة ذلك الاستجواب قبل ساعات من فضّ دور الانعقاد ونهاية ولاية المجلس الحالي؟ سوى استعراض سياسي، خاصة أن معظم هؤلاء النواب صفّقوا لرئيس الحكومة ووزرائه في إحدى الجلسات، أو شاهدوا ذلك الفعل ولم يعترضوا، وكلهم قبلوا إقفال المجلس لشهور بتوصية من وزير الصحة، ولم يكن لهم موقف جاد من ذلك.وهل من الممكن إعلان عدم التعاون مع حكومة قبل ٦٠ يوماً فقط من الانتخابات، في ظل المعطيات والحسابات السياسية الكويتية، لاسيما أن انتهاء عمل هذه الحكومة سيحلّ خلال ٩٠ يوماً، وبعد الانتخابات مباشرة.ربما يرى البعض أن الحكومة الحالية قدّمت للكثير من وزرائها استجوابات حملت شبهات جدية في أدائهم، وقدّم لبعضهم أكثر من مرة طلب سحب الثقة منهم، لذا فإن إشرافهم على الانتخابات المقبلة ربما يضع مثالب على نزاهتها، لكن الأمر قُضي، ولم يعد هناك مجال لتقويم ذلك الوضع في ظل الحسابات السياسية الحالية والقوى السياسية المسيطرة على مجلس الأمة.فنرجو أن تكون الأيام المتبقية من عمر مجلس الأمة لإقرار قوانين ذات صلة بمصالح ملحّة للمواطنين، وعدم إضاعتها في استعراضات قضي وقتها، ولم تعد ذات جدوى.
أخر كلام
استجواب الخالد... الوقت الضائع!
20-09-2020