ألا ليت زمان «بحمدون» يعود يوماً!
الصيف لم ينتهِ بعدُ، وما زالت أيامه القادمة طويلة، ودعكم من مقولة طلوع "نجم سهيل"، وأن على أثره تنخفض الحرارة ويبرد الماء، فلم أرَ شيئاً حدث من هذا القبيل! وهذه الأيام عندما أكون في السيارة وحدي، أرفع الكمام الكاتم على أنفاسي وأُلقيه جانباً، وأُحرك هواء مُكيف السيارة ناحيتي، وأشعر كأنني سافرت إلى لبنان الجميل، ويشطح الخيال ويطير فوق جباله الخضراء ويغوص بداخل أوديته السحيقة على ألحان وأغاني فيروز الجميلة، وبينما مازلت أترنم في هذا الحُلم الخيالي الممتع، إذ تنبعث أصوات منبهات السيارات (الهرنات) من خلفي لتنبهني إلى أن إشارة المرور الخضراء قد أضاءت.. وأصحو من غفوتي وأعود للكويت مرة أخرى، وأُطمئن نفسي أني لستُ الوحيد الصامد، فكل الناس مثلي باقون بسبب هذا الوباء!
الصورة المنشورة في حلقة اليوم، التقطت في بحمدون المحطة في لبنان، ولن أتحدث عن بحمدون، فقد سبق في حلقات سابقة مستفيضة أن أشبعت هذا الموضوع حديثاً وعلى حلقات طويلة. ولكن الصورة المنشورة، وهي قديمة وجدتها في أرشيفي، تستحق النشر، ويعود تاريخها إلى عام 1945 قبل خمسة وسبعين عاماً، ويبدو فيها طلبة كويتيون في زيارة للبنان، وأصبحوا فيما بعد رجال المستقبل في مجال الاقتصاد والمال والاستثمار، ويبدو كذلك بينهم بالبدلة والكرافة؛ مربٍّ قديرٌ تخرّج على يديه الألوف من أبناء الكويت، ألا وهو الأستاذ محمد حمد الفوزان، ولهذا الأستاذ سيرة طويلة حافلة بالعطاء والإنجازات وشخصيته قمة في التواضع والطيبة، لمعرفتي به وكان من أساتذتي الأفاضل!والآن نأتي إلى ترتيب الأسماء، وهي كما ذكرت التقطت في صيف عام 1945 في الشارع الرئيسي في بحمدون المحطة، ويبدو من اليمين: عبدالعزيز محمد العتيبي ومحمد حمد الفوزان وخالد عبدالله الصقر وخالد اليوسف المرزوق وخضير المشعان الخالد وحمد عبدالعزيز الصقر وحمد عبدالله الصقر... وإلى الملتقى بمواضيع وصور أخرى!