«أبو الفعايل» يستعرض أبرز محطات الراحل سلمان زيمان
فيلم وثائقي تضمن شهادات المقربين منه عن أبرز مواقفه وسماته الفنية والإنسانية
مزج الفيلم الوثائقي "أبو الفعايل" بين الشهادات الشخصية والأغنيات الخالدة للفنان الراحل سلمان زيمان.
عرض الفيلم الوثائقي "أبو الفعايل" عبر "يوتيوب"، مساء أمس الأول، مركزاً على أبرز محطات الفنان الراحل سلمان زيمان، ويتضمن الفيلم شهادات شخصية لبعض المقربين من الفنان الراحل، ويعرض أيضاً مجموعة صور نادرة، ومقاطع من أشهر أغنياته.واستهل الفيلم، الذي حمل اسم إحدى أغنيات الراحل، بحديث مؤثر لنجل الفنان سلام، مستذكراً اللحظات الصعبة التي عاشها والده قبل رحيله بسبب المرض، وقال ضمن هذا السياق: "كنت أرغب في مشاركته الألم، لكنه لم يود رؤيتنا ونحن نتألم، وكم وددت أن أقول له "تو الناس على رحيلك"، وإن شاء الله تكون في مكان أجمل من العالم الذي نعيش فيه".وتابع: "لم نكن على استعداد لهذا الفراق، فنحن نريدك والوطن يريدك".
الانتماء للوطن
وخلال شهادتها، قالت شقيقة الراحل، الفنانة مريم زيمان: "حياتي كلها سلمان، كان شيئاً كبيراً بالنسبة للعائلة، وتعلمنا منه الحب، والحنان، والمحبة، والانتماء للوطن، والفن الراقي". مشيرة إلى دعم سلمان لها أثناء دراستها بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، لاسيما أنها تحب التمثيل منذ صغرها، مبينة أنه كان بو سلام حينها يدرس في العراق واعتاد على زيارتها في الكويت للاطمئنان عليها.فرقة أجراس
وفيما يتعلق بإنشاء فرقة أجراس، قالت مريم: "سلمان كان يحب العمل الجماعي، وفكرة إنشاء الفرقة انطلقت من بيتنا، فكنا نغني ونعزف جميعاً، وهو كان يعشق الفن والموسيقى والغيتار، وكذلك يعشق الأغاني اليمنية فهي قريبة من قلبه".وتابعت: "الفن بالنسبة إلى عائلتنا قيمة كبيرة، ومن خلاله نستطيع إيصال رسالة فرقة أجراس، فنحن نقدم أغاني ملتزمة، وأشعاراً راقية، لذلك كان سلمان يحرص على إظهار ذلك عبر أغنياتنا، فهو يحب البحرين، ويحب الوطن العربي والقومية العربية، فهو يغني لحب للوطن، وللحياة، وحب التسامح، ويعشق كل شيء فيه سلام، لذلك أطلق على ابنه سلام وحفيدته اسمها وطن.وعن علاقته بالكويت وأهلها، أكدت: "في الكويت يحظى بتقدير وحب كبيرين، فالناس يحبونه بشكل غير طبيعي، ويبادلهم سلمان الحب ذاته".وفي حديث عن زوجة سلمان زيمان، قالت مريم: "أم سلام وقفت معه في مرضه، واعتنت به في المستشفى، وحفظت سره". وتابعت: "سلمان نحن امتداد لك، لأنك علمتنا الكثير، ولا أعرف كيف ستستمر الحياة بدونك".سمة التواضع
بدوره، قال الزميل سعود العنزي صديق الفنان المقرب: "عرفته في مطلع الثمانينيات، وكان فناناً مشهوراً لكن فيه سمة التواضع، فهو يتخطى الحواجز، ويحب أن يسبر أغوار الآخر، فلا يضع العراقيل أمام أي علاقة إنسانية".وتحدث العنزي عن نبل أخلاق الراحل، مبيناً مدى حرصه على إيصال رسالته الفنية، التي لا تقدر بثمن، "فالفرح الذي يرسمه على الشفاه لا يقدر بثمن"، وقال ضمن هذا السياق: "لم يكن سلمان يكترث بالأجر المالي، الذي يحصل عليه نظير مشاركته في إحدى الحفلات، كان يهمه أعضاء الفرقة الموسيقية، فهو يؤثرهم على نفسه، وفي إحدى المرات أذكر أنه أوكل إلي مهمة تسلم المبلغ المخصص له نظير إحياء إحدى الحفلات، وأوصاني بتوزيعه على أعضاء فرقته، فاكتشفت حينها أنه قام بتقسيم المبلغ كاملاً على أعضاء الفرقة، فاتصلت به وأخبرته بذلك، فقال: أجري حصلت عليه من الجمهور الذي تجشم عناء الحضور لمتابعة الحفل وصفق لي طويلاً".الثقافة والوعي
من جانبه، قال د. حسن مدن: "كان الراديو بالنسبة إلى زيمان، وأيضا إلى الجيل الذي ينتسب إليه زيمان بشكل عام، مصدرا من مصادر تكوين الثقافة، والوعي، والذائقة الفنية، فكان الراديو الوسيلة الوحيدة في ذلك الوقت طبعاً، تصل عبرها أشكال الفنون والثقافة، والبرامج المختلفة.وتابع د. مدن: "أعتقد أن إحدى المحطات الرئيسية في تطور وعي سلمان السياسي، والوطني، سفرُه إلى بغداد للدراسة في الجامعة هناك، واحتكاكه بالوسط الطلابي البحريني في تلك المدينة، وهو الجو الوطني بشكل عام، وقد تحدث كثيراً أن تلك المحطة ساهمت كثيراً في تطوير وعيه، وتعرفه على الأفكار التقدمية والوطنية بشكل أكبر".وأضاف: "عندما نتحدث عن سلمان زيمان، فنحن لا نتحدث فقط عن الفنان، وإنما نتحدث عن الفنان الملتزم الذي أدرك مبكراً أن فنه لا ينفصل عن القضية الوطنية التي يؤمن بها، ويتبناها، وكرس حياته في الحقيقة من أجل القيم والمثل النبيلة التي تمثلها هذه القضية".وأكد: "لم ينظر سلمان زيمان أبداً إلى الفن والأغنية والموسيقى كترف وأداة للتسلية، وإنما وجدها أيضاً رسالة، وربما يكون سلمان من بين قلة من الفنانين والمطربين والموسيقيين الذين استطاعوا الجمع بين أنواع مختلفة من الغناء، فلديه الأغنية العاطفية، والوطنية، والملتزمة، مشيراً إلى أن تبنى سلمان القضية الفلسطينية في فنه يعد نموذجا، ليس على مستوى البحرين والخليج العربي، بل على مستوى الوطن العربي عامة، لا أعتقد أن هناك فناناً غير فلسطيني غنى لفلسطين على المستوى العربي، كما فعل سلمان زيمان، وفرقة أجراس".البيئة الحاضنة للموسيقى
أما شقيق الراحل، المايسترو خليفة زيمان فقال: "أرتبط بالموسيقى منذ طفولتي، والفضل يعود إلى أخي سلمان، فقد هيأ لي كل المناخ الموسيقي، والبيئة الحاضنة للموسيقى، والدفع باتجاه الدراسة بشكل علمي، فالتحقت بالقاهرة لدراسة الموسيقى". وأضاف خليفة أن سلمان في فترة السبعينيات والثمانينيات متألق على مستوى الوطن العربي، وعلى مستوى الخليج تحديداً، لكن فرقة "أجراس" كانت حلمه في تشكيل الفرقة، التي تقدم شيئاً مختلفاً، مبيناً أن الفرقة ظهرت في مرحلة جميلة جدا، فكان هناك انفتاح ثقافي وفكري.وتابع: "أعتقد أن سلمان موجود، وهو باق، وأسمع صوته، وأعزف ألحانه، وأنتظر مجيئه، وشخص مثل سلمان أشك في أنه يموت فهو موجود، بوسلام موجود، نحبك يا بوسلام".عاشق فلسطين
وقال سفير دولة فلسطين في البحرين خالد العارف: ليست فلسطين من أطلقت لقب "عاشق فلسطين" على الفنان الكبير سلمان زيمان، بل عمله وفنه وعطاؤه لفلسطين، استحق هذا اللقب في أن يسمى عاشق فلسطين. في الفترة التي غنى فيها لفلسطين كانت الشعوب العربية، بل المنطقة والعالم كله، كانت أنظارها تتجه إلى فلسطين، وكانت فلسطين وستبقى بإذن الله القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية.قصيدة وأغنية
وألقي الشاعر عبدالحميد القائد قصيدة قال فيها: "سلام عليك أبا سلام، يا حاديا الحب والأنغام، في غيابك كيف الورد ينام، أيا شهوة الوطن المفجوع، أيا إيقاع الفقراء في ليالي الأرق، أيا دمعة الموسيقي، والطبلة والكمان، ماذا سيكتب عنك الزمان، سلام عليك سلام سلام".واستعرض الفيلم عملا كان مشروع دويتو بين الفنان الراحل سلمان زيمان، والفنانه هدى عبدالله، ولكن لم يتم تسجيله، وأدته هدى وهي تعزف على البيانو.الفرسان الكبار
يذكر أن الفنان سلمان زيمان توفي في 23 من يوليو الماضي، وعقب وفاته نعاه الكثير من الفنانين والشعراء والادباء والاكاديميين في الوطن العربي، معتبرين وفاته خسارة كبيرة للفن الراقي والأصيل، كما أن برحيله فقدت الاغنية الوطنية أو القومية أحد أبرز فرسانها الكبار.شكر وتقدير
عقب انتهاء الفيلم تضمن الكادر أسماء فريق العمل وتقديم الشكر والتقدير للشخصيات التي قدمت شهادات بحق الفنان الراحل، وهم السفير الفلسطيني في مملكة البحرين خالد العارف، والدكتور حسن مدن، والدكتور سعود العنزي والمايسترو خليفة زيمان والفنانة مريم زيمان والشاعر عبدالحميد القائد والفنان سلام زيمان. كما تضمن الكادر الأسماء التالية:الأداء التمثيلي: الفنان أيمن زيمانDop: محمد الكعبي تصوير: عيسى الصنديدمحمد الصنديدمونتاج:عيسى الصنديدالاشراف على الانتاج:دينا الأمير كما تضمن الكادر الشكر والتقدير لمون لايت غاليري وللفنان عبدالعزيز المسباحإنتاج المنبر التقدمي منتج منفذ CHE pسيناريو وإخراج أحمد الفردان
هدى عبدالله قدمت منفردة في الفيلم أغنية «دويتو» كانت معدة لتغنيها مع الراحل