يلفظ مجلس 2016 أنفاسه الأخيرة هذا الأسبوع، وحديث الناس من شهور مضت عن سوء أداء هذا المجلس إلا من القلة القليلة المجتهدة من بعض النواب المخلصين، يجب أن تصل الرسالة للمجتمع أن سوء أداء المجلس سببه سوء اختيارات الناخبين التي أوصلت مجموعة من الأعضاء غير القادرين على حمل الأمانة وخدمة الأمة.نعم المعضلة الأولى الصوت الواحد، الذي شتت أواصر المجتمع، وعزز التجمعات الصغيرة، وأعاد الناس للتمسك بالعنصرية والقبلية والطائفية، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه نظام شق الوحدة الوطنية سياسياً واجتماعياً، ثم المعضلة الثانية من أنانية الناخب الذي منح صوته لمن يحقق له مصلحة خاصة آنية، وإن كان هذا المرشح سيئ القول والعمل، لكن يقرر أن يهب له صوته لأنه خدمه في يوم ما أو وعده بخدمة مستقبلية سواء كانت خدمة مباحة أو خدمة مسروقة من أصحابها المستحقين.
من مجلس 2013 حتى يومنا هذا تغيرت النظرة لمجلس الأمة من مؤسسة تشريع ورقابة إلى "مجلس خدمات وتنفيع"، وهذا له أسباب عديدة أهمها إهمال الحكومة تطبيق العدالة الاجتماعية الحقيقية بين المواطنين وسماحها لبعض النواب بالقفز على اللوائح والقوانين والأنظمة لتمكنهم من دخول المجلس، ثم ضمان موقفهم المتخاذل معها في كل جانب، حتى فقد المجلس مكانته المؤسسية السوية.ينقل عن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد مقولة عميقة: "قد تحتاج للنائب الفاسد مرة في حياتك وهو يحتاج لصوتك مرة واحدة ليسرق حياتك وحياة أبنائك والأجيال القادمة"، ولو كان بيدي لدرست هذه المقولة في الجامعات وعلقتها في الشوارع الرئيسة، وطلبت بثها على شاشات التلفاز كل يوم وليلة حتى يستوعب الناس خطورة التصويت لهذه النوعية.ضاعت أربع سنوات من عمر الوطن، وأمامنا أربع سنوات جديدة لنحاول أن نصحح اختياراتنا ونقوم مجلسنا ونوحد أهدافنا للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تستحقها الكويت وأهل الكويت وأجيال الكويت، ورسالتنا للناخب قبل النائب: اتق الله ولا تضيع الأمانة. والله الموفق.إضاءة: بعد مقال الأسبوع الماضي عن معاملات المواطنين المتأخرة بين البلدية والكهرباء، أشكر وزيري البلدية والكهرباء المحترمين لتفاعلهما الجاد مع مقالي واتخاذهما خطوات فعالة لاستكمال الربط الآلي بين الجهتين، والتسهيل على المواطنين، والشكر أيضاً لمدير بلدية الكويت لاهتمامه.
مقالات
سوء المجلس من سوء الانتخاب
22-09-2020