بينما تأمل الحكومة عدم اللجوء إلى فرض عزل وطني تام إلا كخيار أخير، نظراً إلى عواقبه المدمّرة على اقتصاد تضرَّر أساساً بشكل كبير جراء العزل مع الموجة الأولى لفيروس «كورونا» المستجد، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في كلمة توجه بها إلى البريطانيين، أمس، عن قيود جديدة في مواجهة الانتشار السريع للفيروس، «بعدما وصلنا إلى نقطة تحول خطيرة بسبب زيادة الإصابات«. وتحدث جونسون، ظهر أمس، أمام مجلس العموم، ثم ألقى خطابا متلفزا عند العاشرة مساء.
وقال جونسون، الذي واجه انتقادات لتأخره في إعلان إغلاق في البلاد في مارس الماضي، في كلمة أمام مجلس العموم: «ستبقى الجامعات والمدارس مفتوحة، ولن نعود الآن إلى مرحلة الإغلاق الكامل». أضاف: «وصلنا إلى نقطة تحول خطيرة بسبب زيادة الإصابات، وإذا لم نتصرف الآن فقد نشهد تسجيل مئات الوفيات يومياً». وتابع: «هذه هي اللحظة التي يتعين علينا فيها أن نتحرك، ومن خلال فرض هذه الإجراءات حالياً يمكن للحكومة حماية الاقتصاد من إجراءات أكثر صرامة وتكلفة، من الممكن ألا يكون هناك مفر منها في وقت لاحق».وطلب جونسون من البريطانيين العمل من المنزل، حينما يكون الأمر ممكنا، وأمر الحانات والمطاعم بإغلاق أبوابها عند الساعة العاشرة مساء، اعتبارا من الغد.ووفقاً للإجراءات الجديدة التي تم إقرارها، والتي من المرجح أن تستمر 6 أشهر، فإن ارتداء الكمامات أصبح أمرا إلزاميا للذين يستقلون سيارات الأجرة والعاملين في مجالي الضيافة والتجزئة، كما سيتم فرض غرامات أكثر صرامة على من يخالفون ذلك.وقبل مداخلتَيه، عقد جونسون اجتماعا مع وزرائه، وكذلك التقى رؤساء وزراء اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية من أجل اعتماد مقاربة مشتركة معهم. وكل مقاطعة بريطانية تقرّر اجراءاتها الخاصة في مجال مكافحة الوباء.من ناحيته، قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل غوف، لشبكة «سكاي نيوز» أمس، «إذا كان من الممكن للاشخاص ان يعملوا من منازلهم، فنحن نشجعهم على القيام بذلك».وكان مسؤولو الأجهزة الطبية في 4 مناطق بريطانية رفعوا، أمس الأول، مستوى الإنذار المرتبط بالفيروس إلى 4 مقابل 3 منذ يونيو، مما يعني مستوى انتشار «مرتفعا أو يزيد بشكل متسارع جدا».وحذّر المستشار العلمي للحكومة باتريك فالانس، في كلمة متلفزة من أن بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا مع 42 ألف وفاة، تسجل «ارتفاعا بمعدل الضعفين للحالات كل سبعة أيام».
شهادات المناعة
وبينما فرضت 3 ولايات نمساوية هي فورارلبرغ، تيرول وسالزبورغ، حظر تجوّل، اعتباراً من الجمعة المقبل، لمواجهة تزايد أعداد الإصابات، رفض مجلس الأخلاقيات الألماني تطبيق شهادات المناعة من «كورونا».وقالت اللجنة الاستشارية المستقلة، في بيان أمس، إن سبب ذلك هو «عدم اليقين الكبير» بشأن المناعة وحُجية اختبارات الأجسام المضادة.وفي الوقت نفسه، يجب تطبيق تنظيم أكثر صرامة للاختبارات التي لا تستلزم لشرائها وصفة طبية، والتي تُستخدم لإثبات عدم الحساسية تجاه فيروس كورونا، وذلك بسبب «موثوقيتها المشكوك فيها» واحتمالية المخاطر الناتجة عنها.وفي براغ، قال وزير الصحة التشيكي رومال بريمولا إنه سيتم إلزام الحانات بالاغلاق الساعة العاشرة مساء في ظل ارتفاع الاصابات، مشيراً إلى أن الحكومة ستحاول الاستمرار في فتح المدارس، خصوصاً الابتدائية.وفي مدريد، دعا وزير الصحة الإسباني سلفادور إيلا، سكان العاصمة إلى الإبقاء فقط على تنقلاتهم وأنشطتهم «الأساسية» لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك غداة بدء تنفيذ قيود صارمة في جزء من منطقة مدريد.الخليج
وأفادت حسابات «رويترز» بأن العدد المسجل للإصابات في دول الخليج الست زاد إلى مثليه في 3 أشهر، وتجاوز 800 ألف حالة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 6805.وشهدت الإمارات وعُمان والبحرين ارتفاعا في حالات الإصابة اليومية مرة أخرى في سبتمبر.وتشهد السعودية، التي سجلت أكبر عدد إصابات في المنطقة، والذي تجاوز 330 ألف حالة وأكثر من 4500 حالة وفاة، اتجاها نزوليا في عدد الحالات اليومية منذ أوائل يوليو. وتراوحت أعداد الإصابات اليومية في الكويت بين 400 و900 حالة منذ أوائل مايو. وتجاوز إجمالي عدد الإصابات في البلاد اليوم مئة ألف و588 حالة وفاة.الصحة العالمية
في الأثناء، كشفت إحصاءات صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن تفشي الوباء يتسارع في العالم، حيث تم تسجيل عدد قياسي من الإصابات المعلنة خلال 7 أيام الأسبوع الماضي بلغ نحو مليونين، وإن تراجع عدد الوفيات.وأعلنت المنظمة، أنه تم تسجيل مليون و998 ألفا و897 إصابة جديدة حول العالم في الأسبوع الذي انتهى في 20 سبتمبر.وأسفر الوباء حتى الآن عن وفاة 961.500 شخص في العالم منذ نهاية ديسمبر، وأحصيت أكثر من 31.1 مليون إصابة شفي منها 21 مليوناً.تسجل الولايات المتحدة العدد الأكبر من الوفيات في العالم، تليها البرازي ثم الهند والمكسيك فالمملكة المتحدة.إسرائيل
يذكر أن إسرائيل بدأت الجمعة في تطبيق إجراءات عزل عام على مستوى البلاد للمرة الثانية، قبيل موسم عطلات يهودية، ما سيرغم السكان على قضاء أغلب الوقت في البيوت وسط ارتفاع في عدد الإصابات.وتستمر إجراءات العزل الجديدة 3 أسابيع، بما يتزامن مع بدء السنة اليهودية الجديدة، وهي مناسبة تشهد عادة تجمعات عائلية كبيرة.وستطبق المعابد قواعد التباعد الاجتماعي وستفرض قيودا على أعداد الحضور، إذ تزدحم عادة بالمصلين في يوم رأس السنة اليهودية (روش هاشاناه)، وفي عيد الغفران (يوم كيبور)، الذي يبدأ من غروب يوم 27 سبتمبر.