جاسم النبهان: نقابة الفنانين شخصانية ولم تُفعِّل القوانين
طالب «الوطني للثقافة» برعاية اجتماع لأقطاب الحركة الفنية
أرجع الفنان جاسم النبهان فكرة تأسيس نقابة الفنانين إلى الراحل فؤاد الشطي، وطالب بتخليصها من النزاعات والصراعات، وممارسة دورها الفني والاجتماعي والإرشادي.
لا يزال التفاعل مستمراً في قضية نقابة الفنانين والإعلاميين، بعد الحوار الذي أجرته "الجريدة" مع نقيب الفنانين د. نبيل الفيلكاوي، وأحدث جدلاً في الوسط الفني حول آلية عمل النقابة والقانون المزمع تقديمه لمجلس الأمة، ليكون مُلزماً للجميع بعضوية النقابة. وقد نشرنا بالأمس ردود أفعال كبار النجوم وجيلي الوسط والشباب، وجاءت بين التأييد والمعارضة والتحفظ. واليوم يتحدَّث الفنان جاسم النبهان حول فكرة تأسيس النقابة، ودورها المجتمعي والفني، وآلية تفعيلها، وكيفية الوصول إلى توافق، متطرقاً إلى دور اتحاد المسارح الأهلية، وكيف قضت عليه الصراعات، حيث قال: "إحقاقا للحق والتاريخ، الفنان الراحل فؤاد الشطي هو أول مَنْ سعى إلى تأسيس النقابة، ووضع لائحة النظام الأساسي لها، وكانت له تحرُّكات واسعة، ونحن معه، وباركنا خطواته، لأننا جميعا من الرعيل الأول إلى جيل الشباب كنا نريد نقابة للفنانين تحفظ حقوقنا وتنظم العلاقات والمعاملات في الوسط الفني، ولابد أن يكون على رأسها فنان كبير مخضرم من الرعيل الأول، وله تاريخ حافل في الدراما والمسرح وجماهيرية عريضة وشخصية لها كاريزما يتوافق عليها الفنانون، كالراحل عبدالحسين عبدالرضا أو سعد الفرج أو إبراهيم الصلال".وأضاف النبهان: "لكن فكرة تأسيس النقابات كانت تواجهها بعض العراقيل القانونية في ذلك الوقت، والنقابة بشكلها الحالي أخذت شكلا شخصانيا ولم تفعِّل القوانين، على خلاف ما كنا نأمله". وتساءل: "ماذا قدَّمت النقابة للفنانين منذ نشأتها؟ والآن يعتزمون تقديم قانون يفرض علينا العضوية والالتزام".
حماية الفنانين
وأوضح النبهان أن النقابة وُجدت لحماية الفنانين، والارتقاء بالحركة الفنية ونهضتها، أكثر من كونها اشتراطات وقوانين ملزمة، و"نحن نرى النقابات الفنية في دول الجوار كيف تعمل بهدوء، ويلجأ إليها الفنانون في حال وجود خلافات، وكيف تساعد المرضى، وتنفي الإشاعات، وتتقدم ببلاغات ضد مروجيها، وغير ذلك من الأمور التي تخص الشأن الفني، بعيدا عن النزاعات أو الصراعات، لأن اختيار مجلس إدارة النقابة يتم بشكل قانوني ديمقراطي، فصندوق الانتخابات هو الفيصل والحاسم لكل مَنْ يريد الترشح وتنطبق عليه اللوائح والقوانين".وتابع النبهان: "الكويت الآن استديو الخليج الفني، وأي فنان خليجي لا يحقق النجومية والشهرة إلا إذا مرَّ بالكويت، فلنا مكانتنا الكبيرة وتاريخنا وريادتنا التي يجب الحفاظ عليها، فكل فنان خليجي قد يبادر بالتقدم لعضوية النقابة، والكويت تفتح صدرها للجميع بدول مجلس التعاون الخليجي، وفي كل عام نتعاون ونقدِّم إنتاجا دراميا كويتيا وخليجيا غزيرا، فعلينا تقويم هذا الإنتاج الدرامي والمسرحي والسينمائي، وضبطه من أُولي الشأن، ليصب في خدمة مجتمعاتنا والارتقاء بها".اتحاد المسارح
وتطرَّق النبهان إلى اتحاد المسارح الأهلية، موضحا أنه أثمر في البداية، ولعب دورا حيويا، لأنه كانت هناك اجتماعات ونقاشات وحوارات بين أقطاب الفرق الأهلية، وكان يضم نحو 300 عضو يمثلون الفرق الأربع، وكانت له أنشطة واحتفالات، بخلاف العمل المسرحي، وكان فيه انسجام بين المسارح الأهلية ورابطة الأدباء وجمعية الفنانين وتعاون وتعاضد من أجل الارتقاء بالشأن الثقافي والفني لفترة، قبل أن يتفكك ويتجمَّد بفعل النزاعات والصراعات التي طرأت عليه في سنواته الأخيرة".وحول انضمام كثير من التخصصات الفنية، بفروعها المختلفة، إلى النقابة، بخلاف السينما والمسرح والدراما، طالب النبهان بأن تكون نقابة الفنانين ذات خصوصية، بحيث لا يشترك فيها إلا الفنانون في مجالات السينما والمسرح والتلفزيون والغناء، لافتا إلى أنها تتبع الهيئة العامة للقوى العاملة، رغم أنها نقابة فنية لا تنسجم مع نقابة العمال وشؤون العمالة الوافدة، فهذا شأن آخر.اجتماع تشاوري
وحول كيفية الوصول إلى توافق من أجل المصلحة العامة للحركة الفنية، أكد النبهان دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بقيامه برعاية اجتماع أقطاب الحركة الفنية، للتشاور والتباحث حول القانون المزمع تقديمه لمجلس الأمة، ومناقشته مع الفنانين وشركات الإنتاج، "فإذا كان هذا القانون ملزما لنا، فمن الطبيعي أن يكون للجميع رأي فيه، حتى يحدث التوافق والتراضي وتصحيح المسار، لكن أن يحدث الأمر بهذه الصورة دون توافق أو إجماع عليه، فهذا غير مقبول". واختتم النبهان، بقوله: "على النقابة أن تمارس دورها الاجتماعي والإرشادي، وأن تعمل على تقويم الحياة الفنية، وتكون لها شخصية داخل المجتمع، ومؤثرة فيه، وهذا لن يحدث إلا إذا كنا على قلب رجل واحد، وأن نضع الكويت فوق رؤوسنا جميعا".
النقابة يجب أن تكون ذات خصوصية لا يشترك فيها إلا الفنانون
غير مقبول فرض القانون المعتزم من دون أخذ رأينا
غير مقبول فرض القانون المعتزم من دون أخذ رأينا