عصية أنتِ يا بلادي على بني صهيون
نعم، لن تُطبع الكويت وببساطة شديدة ولأسباب عديدة، لأن الكويت هي الكويتيون الأحرار الشرفاء وهم السواد الأعظم من الشعب، وكُلهم ضد التطبيع، بل حتى الاعتراف بوجود دولة للكيان الصهيوني على الخريطة، فمن قلب الكويت النابض الحي درة العالم والكون لا الخليج فحسب، انبثقَت المقاومة الفلسطينية وتأسست، ومن الكويت الحرة صَدر المرسوم الأميري في يونيو 1967 مذيلاً باسم المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح، وفي بيت كل كويتي شريف يتم تعليم الصبية عن عدو الأمة الأول وشلة "بني صهيون" المغتصبة للأراضي المقدسة في فلسطين، ويتم تعليمهم التمييز بين القضية الأولى للعرب والموقف الفلسطيني من الغزو العراقي. نعم هكذا نحن شعب الكويت وإن كانت دولتنا صغيرة في جغرافيتها ومبناها، إلا أنها عظيمة في مواقفها وكبيرة في معناها وصلادتها في وجه الغزاة، أما الغريب والمستنكر من كل أطياف الشعب الكويتي خلال الأيام الماضية فهو تأخر صدور إيضاح ورد حكومي مباشر على التصريحات الصادرة من البيت الأبيض رغم دراية الشعب الكويتي بأنها كانت كلمات ليست ﺇلا من الجانب الأميركي حاملة في طياتها الطابع "الغزلي" أمام شعب الولايات المتحدة، ﺇيذاناً ببداية معركة انتخابية جديدة ومداهنة لـ"لوبي بني صهيون" هناك من جانب مكتب ﺇدارة عمليات "العم سام". نعم نعرف ذلك كله، ونعم نسعى إلى سلام عادل، لكن من منطلق قوة ومن بعد تحرير آخر شبر من الأراضي الفلسطينية وعودة الحق لأصحابه، كما نعلم جيداً أن التكسب الدعائي من "العم سام" مقصود منه أيضاﹰ تهدئة الأوضاع مع الجيران المطبعين من حولنا، لذلك وجب وضع حدٍ لهذا كله من الجانب الكويتي وتبيان الموقف الأزلي لنا تجاه قضية الأمة الأولى بشكل قاطع وواضح للعيان. دولة (واحدة) فلسطينية وعاصمتها هي القدس، وأنا أقصد تصريحا واضحا رسميا من الحكومة وليس على لسان مصدر في وكالة أنباء أو كلام "تويتري" مرسل لا يسمن ولا يغني من جوع.
أما فيما يخص الدول الحديثة الركب بموجة التطبيع (رسمياﹰ أو من تحت الطاولة) فلست في محل ذكر شيء ها هنا إلا أنني على يقين بأن الأحرار والشرفاء من الشعوب لا يبيعون قضية العرب الأولى، وهم في معزل عن حكوماتهم دائما وأبداﹰ، كما أستنكر وأتعجب من ملامح الفرح العارمة التي بدأت تنتشر في نشرات أخبار مشتركة وأغان وأهازيج تدلل على بيع الأنفس قبل منصات الإعلام. فهنيئاﹰ لكم بأهازيجكم وأغانيكم الجديدة، وهنيئاﹰ لنا كشعب على ثبات موقفنا، وتبقى دولة الكويت عصية على بني صهيون، أما من يقول إن الكويتيين أصبحوا بين ليلة وضحاها فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، قاصداﹰ تبني الكويت موقف الثبات من القضية الفلسطينية ﺇزاء الاحتلال الصهيوني، فأرد عليه وببساطة بالتالي: أنت لا تعرف تاريخ الكويت العظمى ولا تاريخها من القضية، ولا تعلم طعم الحرية والديمقراطية حين تسخر تجاه قضايا الأمة العربية، فأنا لا أضع لوماً عليك البتة.على الهامش: اكفر بالمجلس وأعضائه فهذا حقك، لكن لا تكفر بالديمقراطية وتتنازل عن حقك في الإدلاء بصوتك، فالتغيير يأتي من الداخل والخارج معاﹰ.