سبب الصمت الروسي تجاه اتفاق السلام بين إسرائيل ودول الخليج
![ذا هيل](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
من هنا، حين تحدث بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في أواخر أغسطس بعد الإعلان عن اتفاق السلام، أشار بيان الكرملين أيضاً إلى أن نتنياهو هو من بادر بالاتصال، وفيما يتعلق بالاتفاق الإسرائيلي الخليجي، فوفقاً لبيان الكرملين، يؤيد الجانب الروسي "حلاً عادلاً وشاملاً ومستداماً للمشكلة الفلسطينية، ويأمل أن يساهم الاتفاق في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة". ويقيناً أن بوتين لم ينتقد الاتفاق، ولكن تعليقاته المدروسة تناقضت مع تعليقات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي هنّأ نتنياهو خلال حديث سابق جرى بينهما الشهر الماضي، ووصف الاتفاق بأنه "إنجاز تاريخي ومثال حي على فرص الحوار والدبلوماسية التي يمكن أن ترثها دول أخرى". إلا أن موسكو لم تصدر مثل هذه التهاني. وبينما يواصل الكرملين التشديد على محورية القضية الفلسطينية، كان من الواضح منذ فترة طويلة أن معظم الدول العربية لم تعد تمنحها الدرجة نفسها من الأهمية التي كانت عليها قبل عقد من الزمن، بل أصبحت تقلق اليوم أكثر بشأن المطامع الإيرانية في المنطقة، وفي المقابل كانت موسكو تميل منذ فترة طويلة نحو المحور الشيعي في المنطقة. وفي هذا السياق، من المنطقي أيضاً أن يلفت نائب رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس أندري باكلانوف في مقالة له في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا، إلى "تقييم موسكو الإيجابي عموماً" للاتفاق الإسرائيلي الخليجي لكنه أشار أيضاً إلى "اللحظات المقلقة والخطيرة المحتملة في مسيرة التطور السلمية في المنطقة". ويشمل ذلك نظرة واضحة معادية لإيران، ومن وجهة نظره، كتب في المقالة نفسها قائلاً، إن الاتفاقية تأتي في سياق المناقشات المتزايدة بين الدولتين حول "التهديد الإيراني"، وهو أمر دائماً ما تقلل موسكو من أهميته. ولا شك أن التدخل في سورية خلال سبتمبر 2015 أعاد رسمياً مكانة روسيا كقوة عظمى فاعلة في المنطقة، بما يتعدى حدود سورية وحدها، ولكن لا يجدر بأحد أن يخطئ فهم الأمور، فموسكو منخرطة في منافسة محتدمة بين القوى العظمى مع الولايات المتحدة، وعلى نطاق أوسع مع الغرب، على النفوذ في الشرق الأوسط، وهذه اللعبة لن تنتهي، لكن لا بديل عن القيادة الأميركية، وموسكو تعلم أنها خسرت هذه الجولة.* آنا بورشفسكايا