حسين المطوع: لم يحدث تطور في أي نظرية نقدية عربية منذ 200 سنة
أقامت رابطة الأدباء الكويتيين، عبر صفحتها بـ"إنستغرام"، محاضرة أونلاين بعنوان: "إشكاليات الأدب المعاصر ومسؤولية الناقد"، حاضر فيها الناقد والأديب حسين المطوع، وأدارتها أمينة الصندوق وعضو مجلس الإدارة جميلة سيد علي.في بداية حديثه، أكد المطوع أن الناقد يأتي بعد العمل الأدبي، ووظيفة المبدع أن يجدد، وأن يكسب السائد والطالع الموجود ويبدع فيه، ويأتي الناقد ليفهم ما هي الحالة الجديدة، فيكون حلقة وصل ما بين المبدع والقارئ.وأضاف: "للأسف، اليوم بدأ دور الناقد يبهت، وصار هناك فراغ ما بين المبدع والمتلقي، وانعكس ذلك على سوق النشر، فاليوم شعراء كبار مبيعاتهم ضعيفة جدا، وربما يأتي روائي شاب ويبيع أضعافهم!".
حالة جمالية
وأعرب المطوع عن عدم تأييده مقولة ان "الناقد هو الذي يقرر مدى صلاحية النص أو عدم صلاحيته إلى حد ما"، مشيرا إلى أن هذه العملية تقييمية نوعا ما، وهو يرفضها، لافتا إلى أن الناقد يدرس النص، ويفهمه، ويحاول كشف مواطِن الجمال، وكيف استطاع النص أن يوصل الجمال، ومثلا قديما من خلال التشابيه، والاستعارات، والكناية، النقاد هم الذين درسوا كيف يشتغل التشبيه، الشاعر عبَّر عن حالة وجدانية، لكن الناقد درس، وأوصل إلى القارئ كيف يشتغل هذا الجمال. وذكر أن "الجانب الآخر الذي كان بعد هذه المرحلة هو الجانب المعرفي، فالأدب ليس فقط حالة جمالية، بل أيضا حالة معرفية من خلالها نستطيع كشف حالات من الوجدان الإنساني، خصوصا أن الرواية بدأت تكشف عن أنساق سياسية واجتماعية وإنسانية، والناقد من خلال الرموز وهذه الانساق الموجودة في الرواية يكشف للقارئ كيف يعمل الأدب في حالة كل هذه المعاني والمعارف". وتابع المطوع: "الناقد يعلم القارئ كيف يختار ماذا يقرأ، وما لا يقرأ، ليس من خلال التوجيه، لكن من خلال تسليمه الأدوات. أدوات النص متعددة بتعدد القراءة"، مبينا أن "كل نص لديه أدواته، وهنا المجال الإبداعي كيف يطور الناقد أدواته في لحظة معينة".استيراد نظريات
وقال المطوع: "نتحدث عن أكثر من 200 سنة، لم تطوَّر نظرية نقدية عربية. صرنا نستورد نظريات من الغرب، وهذه النظريات غنية، فأنا أتحدَّث من أفلاطون إلى أرسطو، وإلى اليوم لا تزال المدارس والجامعات والمعاهد البحثية تطبِّق نظرياتهم". وأشار إلى أن المبدعين في الوطن العربي والكُتاب والشعراء يطورون، ويحاول الناقد أن يتتبع، لكن هناك مشكلات خارجية، وهي لا تخص الناقد نفسه، بل بسبب ضعف الدراسة الأكاديمية. وتطرَّق المطوع في حديثه إلى النص الأدبي والقارئ، وقال: "كل شخص ينظر إلى النص الأدبي من منظور أفكاره، والتي تختلف بالطبع عن أفكار غيره".