على وقع استمرار التظاهرات المؤيدة للديمقراطية في بيلاروسيا، وتواصل الاعتقالات التي شملت أمس الأول 364 شخصا، اعتبرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي أن حفل التنصيب المفاجئ لاكسندر لوكاشينكو "باطل"، مجددين رفضهما اعتباره رئيسا شرعيا للبلاد بعد الانتخابات التي جرت في 9 اغسطس، وقالت المعارضة إنها مزورة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن لا يمكنها اعتبار لوكاشينكو، الذي يوصف بأنه آخر دكتاتور في اوروبا، "رئيسا انتخب شرعيا لأن انتخابات 9 أغسطس لم تكن حرة ولا عادلة. النتائج المعلنة زائفة ولا تضفي أي شرعية".

Ad

ودعت الخارجية الأميركية، في بيان، إلى "حوار وطني جدي، يتيح للشعب التمتع بحقوقه باختيار مسؤوليه في انتخابات حرة وعادلة تحت رقابة دولية"، مشددة على أن "الإفراج عن المعتقلين بصورة مجحفة ووضع حد لقمع المواطنين الذين يتظاهرون سلميا، يمثلان خطوة أولى نحو هذا الحوار".

أما الاتحاد الأوروبي، الذي فشل قبل أيام في التوافق على فرض عقوبات على مينسك، فقد اعتبر في بيان أن "تنصيب لوكاشينكو يتناقض مباشرة مع إرادة قطاعات كبيرة من شعب بيلاروسيا، وسيؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة السياسية".

وفي موسكو، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين لم يبعث بتهنئة للوكاشينكو بعد تنصيبه، "لأنه هنأه قبل ذلك على فوزه بالانتخابات".

وفي بكين، ذكر الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين، معلقا على مراسم تنصيب لوكاشينكو: "الصين تحترم خيار الشعب البيلاروسي، والانتخابات الرئاسية شأن داخلي"، مشددا على أن "الصين تدعم جهود بيلاروسيا لضمان استقلال الدولة وسيادتها وأمنها القومي وتنميتها، وتعارض القوى الخارجية التي تؤدي إلى الانقسام والاضطراب".

من ناحيته، قال لوكاشينكو إن تنصيبه شأن داخلي، ولا حاجة لإبلاغ الدول الغربية واخطارها بشأن ذلك مسبقا، مضيفا: "أكثر ما يثير الدهشة، هو الجيران. الجيران لا يمكن اختيارهم بل هم فرض من الرب، ومحكوم علينا أن نعيش معا، وأن نكون أصدقاء، لكن اتضح أن الأمر ليس كذلك دائما".

وأردف: "أنتم تعرفون الموقف الذي اتخذته بعض الدول المجاورة، وخاصة بولندا. حتى بعد التنصيب، ظهر منهم العتب أو الغضب، لأننا لم نبلغ البولنديين أو الليتوانيين أو الأوكرانيين أو التشيك أو أي شخص آخر، بأننا سنقيم هذا الحدث".