دونالد ترامب يرفض التعهد بنقل السلطة إذا خسر الانتخابات
الاقتصاد والتعليم و«كوفيد 19» تتصدر اهتمامات الناخبين... واللقاح لن يؤثر على الاقتراع
ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بظلال كثيفة على المشهد السياسي المضطرب بامتناعه عن التعهد بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر انتخابات 3 نوفمبر، أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي لجأ إلى حشد الأميركيين السود لمساعدته في الوصول إلى البيت الأبيض.
في خطوة أثارت صدمة سياسية كبيرة وردود فعل منددة من المعسكر الديمقراطي وحتى في صفوف الجمهوريين، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال هزيمته في انتخابات 3 نوفمبر، واكتفى بالإعراب عن ثقته بهزيمة خصمه الديمقراطي جو بايدن. وفي مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض، قال ترامب ردا على سؤال عما إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة، وهي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس، "يجب أن نرى ما سيحصل ولن يكون هناك انتقال بصراحة".وفي إشارة إلى احتمال إلغاء بطاقات الاقتراع بالبريد، التي تزايد استخدامها بسبب انتشار فيروس كورونا، قال ترامب: "فلنتخلص من هذه البطاقات وسيكون الأمر سلميا جدا، ولن يحصل نقل فعلي (للسلطة) سيكون الأمر مجرد استمرارية لي"، مضيفاً: "تعلمون أنني كنت اشتكي بقوة بشأن هذه البطاقات، وهي تشكل كارثة".
وعبر الرئيس الجمهوري، الذي يشتكي على الدوام من ظروف تنظيم الانتخابات، ويؤكد أن التصويت بالمراسلة قد يؤدي لعمليات تزوير محتملة، عن اعتقاده بأن الأمر سينتهي بانتخابات 2020 الرئاسية في المحكمة العليا، معتبرا أن هذا هو سبب أهمية وجود تسعة قضاة.
بايدن ورومني
وسارع بايدن إلى التعليق على تصريحات ترامب متسائلا: "في أي بلد نعيش؟"، مضيفاً: "هو يقول أكثر الأمور غير العقلانية. لا أعرف ما أقول".وذهب السيناتور الجمهوري البارز ميت رومني أبعد من ذلك، وقارن تعليق ترامب حول تسليم السلطة بعد الانتخابات، مع الوضع في بيلاروسيا.وكتب رومني، في تغريدة على "تويتر"، "النقل السلمي للسلطة أمر أساسي للديمقراطية، وإلا فالأمر يشبه بيلاروسيا. أي أن الرئيس قد لا يحترم هذا الضمان الدستوري، هو أمر غير معقول، وغير مقبول".وفي فبراير، أصبح رومني أول عضو في مجلس الشيوخ بالتاريخ الأميركي، يؤيد عزل رئيس ينتمي إلى حزبه، وذلك خلال النظر في مجلس الشيوخ بالكونغرس، في موضوع سحب الثقة من ترامب.وطالما وجه ترامب الانتقاد إلى رومني، مشيرا إلى أنه لم يبذل الجهد الكافي لهزيمة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، في انتخابات 2012.وقبل يومين من إعلان مرشحته لشغل منصبها، ألقى ترامب النظرة الأخيرة على جثمان غينسبرغ المسجى في مدخل مقر المحكمة العليا المشيد على الطراز النيوكلاسيكي على منصة نعش الرئيس السابق ابراهام لينكولن.وفي أوج معركته مع الديمقراطيين حول تعيين خلف لعميدة المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبورغ، أكد ترامب أن رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري لينزي غراهام لن يضطر حتى إلى عقد جلسة استماع لمرشحه، الذي سيعلن اسمه غدا، مبينا أن العملية ستتم بسرعة.حشد السود
إلى ذلك، اعتبر المرشح الديمقراطي أن إقبال الناخبين السود على التصويت ضروري لفوزه في الانتخابات، ووضع حد للظلم الاقتصادي والاجتماعي الذي يعرقلهم.وأشار بايدن، خلال قمة اقتصادية للسود في مدينة تشارلوت بولاية نورث كارولاينا، إلى تأثير جائحة كورونا الشديدة على الأميركيين من أصل افريقي بشكل خاص، مبينا أنهم لن يحققوا المساواة إلا عندما يكونون في موقع يؤهلهم لجني الثروات، وان التصويت هو نقطة البداية.وقال بايدن: "يوجد سبيل واحد لتحقيق هذا. علينا أن نذهب ونصوت"، واعدا بتعزيز ملكية السود للمنازل والدفع بسياسات لمساعدة العمال الأميركيين من أصل افريقي والشركات التي يملكها السود.واستهدف كارولاينا الشمالية، التي فاز بها ترامب بفارق 4 نقاط مئوية في انتخابات عام 2016، حيث يأمل المرشح الديمقراطي استرداد هذه الولاية في الانتخابات المقررة 3 نوفمبر.كارولاينا الشمالية
ويشير استطلاع رأي أجراه معهد رويترز/إبسوس إلى أن ترامب وبايدن على قدم المساواة في كارولاينا الشمالية، وأشارت استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع إلى أن خمس الناخبين في الولاية عام 2016 كانوا من السود، وقد يحسم إقبال ذوي الأصل الافريقي على التصويت النتيجة في الولاية.وساهم أول تراجع في إقبال السود على التصويت منذ 20 عاما في الخسارة المفاجئة التي منيت بها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أمام ترامب عام 2016.اهتمامات الناخبين
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "بوليتيكو" وكلية "تي سي شان" للصحة العامة في هارفارد، ونشر أمس، أن هناك انقسامات كبيرة حول اهتمامات الناخبين الأميركيين، وتوزعت أول 3 اهتمامات كالتالي بالنسبة لمجموع الناخبين: 1) الاقتصاد، 2) المدارس والتعليم، 3) فيروس كورونا. وبالنسبة لمؤيدي ترامب: 1) الاقتصاد، 2) الإرهاب (الخارجي والداخلي)، 3) الضرائب، أما مؤيدو بايدن: 1) التمييز العرقي، 2) كورونا، 3) عنف الشرطة.وبحسب الاستطلاع، الذي أجري قبل وفاة غينسبورغ يوم الجمعة الماضي، فإن الإعلان عن اعتماد لقاح لكورونا قبل الانتخابات لن يكون له تقريبا أي أثر على كيفية إدلاء الناخبين بأصواتهم، بحسب 84% من أنصار ترامب و89% من أنصار بايدن.وتعني هذه النتيجة كذلك أن نصف الشعب الأميركي مهتم بخطورة فيروس كورونا أكثر من النصف الآخر، ورغم أن أنصار المرشحين أظهروا تأييدا بنسبة تتجاوز 50% لكيفية تعامل المسؤولين الصحيين مع الوباء إلا أن الانقسام أكبر عند سؤالهم عن أداء ترامب، فقد أبدى 91% من أنصار الرئيس الجمهوري رضاهم عنه في مواجهة الوباء، و6% فقط من أنصار المرشح الديمقراطي وافقوا على تعامله مع الأزمة.لقاح كورونا
وطمأن مفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان مجلس الشيوخ أمس الأول بأن إدارة ترامب ستراجع بدقة سلامة وفعالية أي لقاح لفيروس كورونا قبل طرحه للجمهور، مضيفا: "في نهاية المطاف، لن تصرح إدارة الغذاء والدواء باستخدام لقاح لا نشعر بالراحة لإعطائه لعائلاتنا، ولن توافق عليه".وأكد هان، أمام أعضاء الكونغرس، أن علماء الهيئة الرقابية سيراجعون أي لقاح محتمل بمجرد أن يقدم راعيه طلبا لإدارة الغذاء والدواء، بما في ذلك أي طلبات للحصول على تصريح طوارئ، متابعا: "لدي إيمان تام ومطلق في العلماء الرائعين بإدارة الغذاء والدواء. إذا قرروا أن لقاحا سيكون آمنا وفعالا فسأفعل ذلك وأشجع عائلتي على أخذ اللقاح".وجاء هذا البيان في وقت يدلى فيه أعضاء فريق العمل المعني بمكافحة فيروس كورونا والتابع للبيت الأبيض بشهاداتهم بشأن الاستجابة الاتحادية للجائحة، وأثار بعض النواب مخاوف من إمكانية تسريع عملية الموافقة على لقاح لفيروس كورونا لأسباب سياسية، إلا أن المسؤولين في فريق العمل أكدوا أنهم لا يتعرضون لأي ضغوط سياسية.تفشي الفيروس
ومع ذلك، تضمنت الجلسة بعض الانتقادات المتبادلة بين النواب وأعضاء فريق العمل، وجادل السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول كبير المتخصصين في الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي، الذي دافع بقوة عن نهج ولاية نيويورك، التي تضررت بشدة في بداية تفشي الوباء.وفي حين قال بول: "لقد أشدت بنيويورك بسبب سياستها، وهي لديها أعلى معدل وفيات في العالم"، أوضح فاوتشي أن الولاية تمكنت من تقليل معدل إيجابية اختبار الفيروس إلى 1% أو أقل بسبب السياسات التي طبقتها في البداية.وشدد فاوتشي: "هذا لأنهم التزموا بالتوجيهات التي وضعناها معا من فريق العمل. مثل الكمامات والتباعد الاجتماعي وممارسة الأنشطة في الأماكن المفتوحة والهواء الطلق أكثر من الأماكن المغلقة وتجنب الازدحام وغسل اليدين".اضطرابات في لويفيل بعد «حُكم تايلور»
نزل متظاهرون غاضبون، أمس، إلى شوارع مدن أميركية عدة، تنديداً بقرار المدعي العام في كنتاكي "المتساهل جداً" مع 3 عناصر شرطة قتلوا في مارس الممرضة السوداء بريونا تايلور في لويفيل، حيث أصيب شرطيان مساء بالرصاص.وعلى غرار لويفيل، أكبر مدن كنتاكي، شهدت مدن أخرى منها بوسطن ونيويورك وواشنطن وفيلادلفيا تجمعات عفوية، رفضاً لعدم ملاحقة أي من عناصر الشرطة الثلاثة الذين اقتحموا منزل بروينا تايلور (26 عاما) بتهمة القتل.وبينما تسجل في الولايات المتحدة منذ أشهر عدة موجة تظاهرات واحتجاجات ضد العنصرية، تجمّع المئات بعضهم مدجج بالسلاح في ساحة جيفرسون بوسط لويفيل في أجواء توتر، قبل أن تفرقهم الشرطة قبيل دخول حظر التجول حيز التنفيذ.وأكد قائد شرطة لويفيل بالإنابة، روبرت شرويدر، بمؤتمر صحافي، أنّ "عنصرين من الشرطة أصيبا بإطلاق الرصاص عند الساعة الثامنة والنصف ليلاً، أي قبل نصف ساعة من موعد دخول حظر تجوّل فرضته السلطات المحليّة في وقت سابق خلال النهار، مشيراً إلى اعتقال مشتبه به.وفي وقت فتح مكتب التحقيقات FBI تحقيقاً في الهجوم، قال الرئيس دونالد ترامب إنه "يصلي من أجل عنصري الشرطة"، موضحاً أنه عرض التعاون مع حاكم الولاية الديمقراطي أندي بيشير، الذي ناشد المواطنين في كلمة مصورة "العودة إلى منازلهم".وقبل صدور القرار القضائي، كانت بلدية المدينة قد فرضت حالة الطوارئ. ونشرت تعزيزات أمنية، وأوقف أشخاص عدة بعد ظهر الأربعاء.ووحده بريت هانكيسون، وهو أحد الشرطيين الثلاثة، مُلاحق بتهمة تعريض حياة الآخرين للخطر، بسبب إطلاقه النار واختراق رصاصاته شقّة جيران الضحية بحسب مدّع كنتاكي، الذي لم يوجّه أي تهمة إلى زميليه جوناثان ماتينغلي ومايلز كوزغروف، مع أنهما يقفان وراء إطلاق النار الذي أردى الشابة السوداء.وندد مسؤولون ديموقراطيون عدة بالقرار على غرار السيناتور اليساري بيرني ساندرز، الذي وصفه بأنه "مُخز". وقال مرشحهم جو بايدن: "أتفهم الاستياء الحاصل"، داعيا في الوقت ذاته إلى الهدوء، "فالعنف غير مقبول في أي وقت من الأوقات".
بايدن يحشد الناخبين السود ويعدهم بوضع حدّ للظلم الاقتصادي والاجتماعي