في اليوم العالمي للصيادلة
الصيدلية ليست دكاناً عادياً لبيع شرائح من الحبوب، أو زجاجات مواد كيميائية "أدوية"، أو مستلزمات طبية. والصيدلي فيها ليس بائعاً عادياً في محل أو "بقالة" للأدوية والمستلزمات الطبية إنما هو إنسان مفعم بالأحاسيس الإنسانية، ووضع نفسه أمام كل مريض، وتعهد بأن يحميه من أضرار الدواء، ويساعده بنصائحه في الوصول إلى الشفاء بإذن الله تعالى، والكثير من الصيادلة في العالم متعاطفون بالحب والمساعدات الشخصية، حتى إن كانت One-on-One للخصوصية، والصيادلة هم من يضعون الكلمات السارحة بعشوائية للطبيب المعالج على وصفته بالعلاج، وبالدواء الصحيح بين يدي المريض ليصل إلى قمة السلامة، وهم من يعملون على متابعة المرضى من المراجعين، ومتابعة أخبارهم وأحوالهم النفسية والمرضية مع علاجاتهم.وفي كل عام منذ عام 2000 قررت منظمة الصيادلة العالمية FIP في مؤتمرها بتركيا أن يكون يوم 25 سبتمبر من كل عام هو "يوم الصيادلة العالمي"، لرفع القبعات لهم والشكر، ولإبراز مجهوداتهم وثقافاتهم وخبراتهم، وما وصلت إليه أبحاثهم وجهودهم في سبيل الوصول بالإنسانية إلى بر السلامة من الأمراض، والاعتراف بما يقومون به من اجتهاد والثناء على ابتكاراتهم، ولما قاموا به منذ التاريخ في سبيل علاج الأمراض والنجاة من الأدوية وأعراضها الجانبية إن وجدت وتطويرها، والنصح بما يجب عليه من إرشادات السلامة، وتناوله بطريقة صحيحة وجرعات آمنة، ولتناول العلاج وما ينفع معه من الأغذية على وجه زيادة الفعالية، وعدم التعارض معها.
كما أن جهود الصيادلة في القطاعين الخاص والحكومي كانت واضحة خلال هذه الأزمة الصحية في كل بلاد العالم على حد سواء بسبب أزمة كوفيد 19، لقد وقف الصيادلة جنبا إلى جنب مع الأطباء والداخلية وغيرهم من جهات الدولة الرسمية في كل بلدان العالم في الصفوف الأولى، لتخفيف الضغط والعبء عن المستشفيات والمراكز الطبية، ولاحتواء ومكافحة الجائحة، وكانوا متطوعين وممارسين مختصين، ولم يتوانوا في تقديم مساعداتهم وتلبية احتياجات القطاع الصحي بما يلزم، وأبرزوا كل طاقاتهم في سبيل حماية أفراد المجتمع والدولة، وعملوا جنبا إلى جنب لمنع انتشار العدوى ونشر التوعية على أفراد المجتمع، وتأمين ما يلزم لذلك.لذلك يسعدني جدا أن أنتهز هذه الفرصة لهذا العام أيضا، ومن منبر "جريدة الجريدة" الرائع والتفاني بالشكر الجليل أولا لكل القائمين عليها، وأقدم شكري الكبير من هذا المقام الثقافي الجليل، وفخري بزملائي، بصفتي دكتورة صيدلانية في تطوير الصناعات الدوائية، والفخر بكل صيدلي في العالم على ما قام ويقوم به لضمان سلامة الإنسانية، بل والمخلوقات كلها، ولم يتوان في نصح أو مساعدة لأي شخص من باب المرض أو العلاج أو النصيحة... شكراً لكل من ساهم في إنقاذ روح طلبت منه المساعدة، وعلى جعل العالم في أمان أكبر... للجميع تحية طيبة، وكل الاحترام لكل صيدلي (من الجنسين) على ما يقوم به من تضحيات وأعمال تطوعية في سبيل أن يكون كوكبنا أكثر صحة وأمانا،.. فشكراً لكم من القلب إلى الرب، والدعاء بأن يحفظنا وإياكم، ويسدد أعمالنا لمصلحة البلاد والإنسانية.