شهد إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه، مواجهات عسكرية عنيفة، هي الأسوأ منذ عام 2016، بين جيشي أرمينيا الحليف التقليدي لموسكو، وأذربيجان المدعومة من أنقرة. ومن شأن اتساع المواجهة بين البلدين الجارين في القوقاز، واللذين كانا ضمن الاتحاد السوفياتي، أن يدفع القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا إلى التدخل لتتحول «مواجهات الإقليم» إلى «حرب إقليمية».
وأعلنت كل من أرمينيا وأذربيجان الأحكام العرفية والتعبئة العامة، وتبادلتا الاتهامات ببدء القصف، معلنتين سقوط ضحايا بين العسكريين والمدنيين، وإلحاق خسائر عسكرية بالطرف الآخر. واتهم رئيس إقليم قره باغ هاروتيونيان أنقرة بإرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جواً إلى أذربيجان، ودعا رئيس الوزراء الأرمني نيكولا باشينيان المجتمع الدولي إلى ضمان عدم إقحام أنقرة نفسها في الصراع.وفي حين تعهّد الرئيس الأذري إلهام علييف في خطاب إلى الأمة «بالانتصار على القوات الأرمنية»، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن «الشعب التركي سيدعم أشقاءنا في أذربيجان بكل الوسائل»، منتقداً المجتمع الدولي لعدم «رده بما يكفي، وكما يجب» على ما وصفه بـ «العدوان» من جانب أرمينيا.
وفي موسكو الحليف التقليدي ليرفان، دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى وقف القتال فوراً، مكرراً بذلك دعوة أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أجرى اتصالاً بنظيريه الأذري والتركي. بدورها، دعت طهران، التي تتمتع بعلاقات خاصة مع يرفان المسيحية، وبدرجة أقل مع باكو، التي يدين أغلبية سكانها بالإسلام الشيعي، إلى الهدوء، وعرضت الوساطة. واندلعت قبل أسابيع اشتباكات بين البلدين، لكن ما لبثت أن هدأت الأمور، خصوصاً بعد قيام روسيا بمناورات كبيرة قرب حدود أذربيجان. (عواصم ـــ وكالات)