عدنان فرزات... كنتَ مبدعاً وخلوقاً

الزميل الراحل عدنان فرزات كان مبدعاً في الرسم والكلمات، عرفناه إعلامياً وروائياً في "القبس" لسنوات، وله إسهامات ثقافية وأدبية وصحافية بارزة.

بدأت رحلته بالشعر، ثم تحوَّل إلى الرواية، ونجح في مزج الشعر بالسرد. أنتج خمس روايات، هي: "جمر النكايات"، و"لقلبك تاج من فضة"، و"تحت المعطف"، و"رأس الرجل الكبير"، و"كان الرئيس صديقي".

أباح بمكنونانه الشعرية والروائية إلى الزميلة فضة المعيلي في حوار ممتع أجرته معه بـ"الوطن" منذ سنوات، وفيه تعثر على ما بداخله من "ثورات"، وجد فضاءه الأوسع للتعبير عنها في الرواية.

كان مع الإنسان البسيط في حياته، التي يمارسها مثلما هي في رواياته. لم يهادن عندما وجد أن النظام الذي يحكم بلده موسوماً بالدكتاتورية والفساد، فكانت روايته (جمر النكايات) تمثل تنبؤاً بالثورة.

ومع أنه من مدينة حماة، التي عرفت ظلم الاستبداد ودمويته، إلا أن ولادته كانت في دير الزور، ودائماً ما كان يردد أن حماة هي أمه الحقيقية، ودير الزور هي أمه بالتبني، حيث قدَّمت له بيئتها وثقافتها وهي ملهمته.

الروائي كما يراه الزميل فرزات، هو أن يكون واقعياً في الاقتراب من حقيقة الحياة، وراصداً لكل التحولات البشرية.

مارس الكتابة الصحافية في "القبس" وفي "الأنباء" كسكرتير تحرير، وفي "صوت الكويت"، وصحف سعودية، وتولَّى سكرتير تحرير مجلة البيان الصادرة عن رابطة الأدباء في الكويت، ثم تولَّى مسؤولية المركز الإعلامي في مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين، ومدير قناة البابطين التلفزيونية.

ستفتقد الساحة الثقافية والإعلامية زميلاً أعطى ثمرة إنتاجه الفكري والمعرفي وهو في عنفوان الشباب.

الرحمة لك، والعزاء إلى أسرتك.