إيران: الحكومة تنفي مفاوضات عُمان وصمت «أصولي»
نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة وجود مفاوضات بين الحكومة الإيرانية والولايات المتحدة في سلطنة عُمان في إشارة على ما يبدو إلى خبر "الجريدة" المنشور في عدد الجمعة الماضي، والذي كشف عن مفاوضات جرت بالفعل بين التيار الأصولي وممثلين عن إدارة الرئيس دونالد ترامب.ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية عنه القول: "لم ولن تكون هناك مفاوضات بين طهران وواشنطن". وأضاف:"(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لا يفهم طبيعة العلاقات الدولية... هذه التقارير للاستهلاك المحلي، وقد تفيد ترامب".وتابع :"الطريق واضح، يجب على ترامب أن يعترف بخطئه وأن يوقف هذه الحرب غير الإنسانية والشاملة والعقوبات الجائرة، وأن يعوض عن كل الأضرار التي ألحقها بالشعب الإيراني".
رغم تصريحات زادة التي لم تنفِ عملياً خبر "الجريدة" لا تزال العاصفة الإعلامية التي فجرها التقرير متواصلة في طهران. ويتعرض التيار المتشدد لضغوط كبيرة من الحكومة والإصلاحيين لنفي صحة ما ورد في الخبر، وهو ما لم يحدث حتى الساعة. وحافظت أطراف التيار الأصولي على صمتها رافضة التعليق. وكان أحد "صقور" إيران كشف لـ"الجريدة" عن اتصالات تمت بين مندوبين من إدارة ترامب وأحد كبار الشخصيات الأصولية الرفيعة في طهران، موضحاً أنه تم على أثرها ترتيب اجتماع سري بين الجانبين في عُمان.وأوضح المصدر، وهو أيضاً أحد كبار مسؤولي التيار الأصولي، أن مندوبي ترامب عرضوا، خلال الاجتماع، الاتفاق على صيغة للتعاون للوصول إلى اتفاق مشترك بين الحكومة الأميركية المقبلة، والرئيس الإيراني المقبل، لا الحالي حسن روحاني.وقال إن "مندوبي ترامب أكدوا أنه سيفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، وهم لا يريدون الجلوس على طاولة المفاوضات مع حكومة روحاني؛ لأن ليس لديها أي قدرة على تنفيذ تعهداتها، وتتحجج بأن الحرس الثوري أخلّ بالاتفاق مع واشنطن، وذلك خارج عن سيطرتها".وأشار إلى أن الجانب الأميركي أبلغ الأصوليين أن جميع تقديرات استخباراته تؤكد أن تيارهم سيسيطر على الحكومة الإيرانية المقبلة، ولدى هذا التيار القدرة على ضبط كل القوى المؤثرة في الداخل، ولهذا فإنهم يفضلون الوصول إلى تفاهم معه، والانتهاء من الخلافات بين طهران وواشنطن بشكل نهائي.وأكد أن "مندوبي ترامب عرضوا على التيار الأصولي أن يستمروا في الاتصالات فيما بينهم خلف الكواليس، دون أي ضجة إعلامية، حتى الوصول إلى تفاهمات حول المواضيع العالقة كالبرنامج النووي، والبرامج الدفاعية، ونفوذ إيران في المنطقة".