جولة جديدة من المحادثات الهندية - الصينية حول الحدود
نظراً إلى طبيعة الالتزامات الدبلوماسية والعسكرية القائمة في الوقت الراهن، من المتوقع أن يستمر الصدام خلال الشتاء المقبل وقد تتكبد الصين والهند تكاليف كبرى إذا لم تندلع مواجهة قوية قبل ذلك الوقت عمداً أو عرضياً.
في الثاني والعشرين من سبتمبر الجاري وبعد يوم من الجولة السادسة من المحادثات بين القادة العسكريين الهنود والصينيين، أصدر البلدان بياناً مشتركاً عما دار بينهما، حيث كان وزيرا الخارجية الصيني والهندي وانغ يي وسوبرامانيام جايشانكار قد اجتمعا في موسكو في 10 سبتمبر لمناقشة المواجهة القائمة في "لاداخ"، وتُعتبر أحدث جولة من المحادثات العسكرية، التي شارك فيها أيضاً مسؤول من وزارة الخارجية الهندية، الأولى من نوعها غداة اجتماعهما، وتوقّع الكثيرون أن تعكس نتيجة هذه الجولة الاتفاق الذي عقده وانغ وجايشانكار أو عجزهما عن التوصل إلى اتفاق مماثل.على غرار البيان المشترك بعد اجتماع وانغ وجايشانكار، كان بيان 22 سبتمبر أشبه بِمُسكّن موقّت، مما يثبت أن المحادثات بين الهند والصين وصلت الآن إلى طريق مسدود، لكن كما سبق أن ذكر بعض المحللين على مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف غياب الالتزامات المحورية في أحدث بيان مشترك أن الهند قد تكون مستعدة لتقبّل الوضع الجديد في ما يخص "خط السيطرة الفعلي" الذي بات يصبّ في مصلحة الصين في شرق "لاداخ".لم يذكر البيان المشترك بعد اجتماع وانغ وجايشانكار أن الهند تقترب بأي شكل من تحقيق النتيجة التي تسعى إليها، أي إعادة إرساء وضع المراوحة الذي كان سائداً في أبريل من هذه السنة في شرق "لاداخ"، حتى أن ذلك البيان الذي تم التفاوض عليه بشكلٍ موسّع على الأرجح لا يعكس المواقف الهندية الأساسية، وللأسف تكرر الوضع نفسه مع الهند في البيان الصادر بعد اجتماع القادة العسكريين.
لا يذكر هذا البيان شيئاً عن العودة إلى الوضع السابق، كما أنه يتطرق إلى حصول اتفاق "لوقف إرسال قوات عسكرية إضافية إلى خط المواجهة"، وبالإضافة إلى الاتفاق على "الامتناع عن تغيير الوضع الميداني بشكلٍ أحادي الجانب"، يوحي هذا الجزء من البيان بأن الهند تتقبّل الواقع المتبدّل ميدانياً. ذكرت مصادر حكومية للصحافي الهندي أجاي شوكلا أن "جيش التحرير الشعبي" صعّد موقفه خلال اجتماع القادة العسكريين، فطالب بانسحاب الهند من المرتفعات الخمسة أو الستة في جنوب بحيرة "بانغونغ" التي استولت عليها خلال عملية هجومية شملت قوة الحدود الخاصة السرية الهندية في نهاية الشهر الماضي، ولن يفكر "جيش التحرير الشعبي" بالانسحاب من المناطق التي يحتلها ضمن المساحة التي تعتبرها الهند "خط السيطرة الفعلي" قبل تنفيذ هذا الشرط، كما تستطيع الهند، من خلال سيطرتها على هذه المرتفعات، أن تراقب المواقع الصينية في المنطقة وتساعد جيشها لمنع "جيش التحرير الشعبي" من الوصول إلى بلدة "تشوشول" الخاضعة للسيطرة الهندية. في هذا السياق يتكلم كريستوفر كلاري، أستاذ مساعد في العلوم السياسية ومراقب دقيق للظروف القائمة، عن وجود جانب مدني عسكري مثير للاهتمام في الرد الهندي على الوضع الراهن، فقد حاول وزير الخارجية الهندي جايشانكار استرضاء الطرف الآخر بدرجة معينة مشدداً على أهمية الدبلوماسية في هذا المجال، لكن بدا موقف وزير الدفاع الهندي رايناث سينغ أكثر صرامة، وهذا اختلاف طبيعي على الأرجح نظراً إلى الوزارة التي يتولاها كل واحد منهما. ذكرت صحيفة "ذا برينت" الهندية يوم الاثنين قبل الماضي أن الهند أرسلت ممثلاً عن وزارة الخارجية إلى اجتماع القادة العسكريين في 22 سبتمبر "كي لا يتسنى للصينيين أن يقولوا إن الدبلوماسيين وضباط الجيش الهنود يحملون مواقف مختلفة"، وفق مصدر دبلوماسي مطّلع.نظراً إلى طبيعة الالتزامات الدبلوماسية والعسكرية القائمة في الوقت الراهن، من المتوقع أن يستمر الصدام على مر الشتاء المقبل وقد تتكبد الصين والهند تكاليف كبرى إذا لم تندلع مواجهة قوية قبل ذلك الوقت عمداً أو عرضياً، إذ لم يتم الإعلان بعد عن تواريخ الجولة السابعة من المحادثات بين القادة العسكريين.* أبهيجنان ريج *