افتتاحية: وداعاً... إلى رحمة الله يا صاحب السمو
بقلوب ملؤها الجراح، ونفوس عنوانها الحزن، تلقينا نبأ وفاة أميرنا وقائدنا ووالدنا، بعد معاناة ومقاومة للمرض، لكن الداء انتصر، وقدر الله ما قدر، فرفع روحه الطاهرة إليه رمزاً من رموز البذل والعطاء، ليغدو برحمته تعالى في مصاف الصديقين والأوفياء.يصعب الكلام، وتتعثر الأحرف يا سيدي، فماذا نقول كي نوفيك شيئاً مما تستحق، مما يعبر عن أحزاننا وآلامنا بفقدانك... ما أقسى الكلمات وما أصعب التعبير! سيرتك ومسيرتك في العمل والتفاني والعطاء لا تعطيها الكلمات حقها، ولا ينصفها التعبير مهما كانت بلاغته.لقد منحتَ الكويت وأهلها عمرك كله، فعطاؤك يمتد إلى أكثر من سبعة عقود ونيّف، لم يهدأ لك بال فيها، وأنت تحمل هموم الوطن وتطلعات أبنائه، بل حملت هموم الأشقاء والأصدقاء وغيرهم... حملت كل هذا على كاهلك ووضعته نصب عينيك لتحفظ سفينة الوطن مبحرة بسلام وأمان، بعيداً عن هيجان البحر وتلاطم أمواجه... كنت يا سيدي خير ربان لخير سفينة.
نعجز يا صاحب السمو، عن التعبير عما يملأ قلوبنا من حزن، ونحن نستذكر عطاءك وتفانيك، فلم يكن المرض يوماً عائقاً أمامك، ولم يمنعك يوماً عن العطاء.كان الوطن وكنا نحن- أبناءك- شغلك الشاغل، فأعطيت الكثير على حساب صحتك وراحتك؛ وإن كان الموت قد غيَّب جسدك عنا فإن روحك باقية معنا ما بقينا.نحن اليوم ننعى لأنفسنا غيابك عنا، مؤمنين بقضاء الله وقدره، ولنا في سمو الشيخ نواف ثقة لا حدود لها... فهو خير خلف لخير سلف.«إنا لله وإنا إليه راجعون».