الحداد الرسمي 40 يوماً... ونواف الأحمد أميراً للبلاد
البرلمان يعقد اليوم جلسة خاصة لأداء صاحب السمو اليمين الدستورية
خضوعاً لقانون الموت الذي لا يُعفِي خالقه منه أحداً، وسيراً على نفس الدرب الذي سيسير عليه جميع البشر يوماً ما، أسلم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد روحه إلى بارئها، بعد رحلة طويلة من الكفاح وعقود قضاها في خدمة الكويت وأهلها، حريصاً على وحدتهم ونهضتهم، والنأي بهم عن الصراعات المشتعلة إقليمياً ودولياً.ونعى الديوان الأميري، في بيان له أمس، «ببالغ الحزن والأسى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الذي انتقل إلى جوار ربه»، داعياً أن يتغمد الله تعالى الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.ومذ أذاع تلفزيون الكويت النبأ الحزين عم الحزن كل الأرجاء، وساد الوجوم جميع الوجوه، واتشحت البلاد بالحزن على فراق سموه، وسط ترديد الجميع «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ»، رحم الله تعالى سموه رحمة واسعة وألهم الكويت ومن فيها مواطنين ومقيمين الصبر والسلوان.
حداد وعطلة 3 أياموأعلن مجلس الوزراء، في بيان له، الحداد الرسمي في البلاد مدة 40 يوماً وتنكيس الأعلام، فضلاً عن إغلاق الدوائر الرسمية ثلاثة أيام، بدأت منذ أمس، حزناً على الراحل الكبير.ونادى المجلس، خلال اجتماع استثنائي عقده أمس في قصر السيف برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد، بولي العهد صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أميراً لدولة الكويت.وعقب الاجتماع صرّح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح بما يلي: «(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)صدق الله العظيم...بقلوب يعتصرها الحزن والألم، عامرة بالإيمان بقضاء الله وقدره، مؤمنة بأمر الله تعالى، ينعى مجلس الوزراء إلى الشعب الكويتي الكريم وإلى الأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، والدنا البار، راعي مسيرتنا، وقائد العمل الإنساني حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد، الذي انتقل إلى جوار ربه، في الولايات المتحدة الأميركية، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم (أمس)، بتوقيت الكويت، بعد مسيرة عطرة حافلة بالبذل والعطاء والإنجازات، سطر خلالها صفحات مضيئة من التضحية والالتزام بالمبادئ والقيم والمثل العليا في حياته، التي كرسها لخدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية، ودعم قضايا العدل والسلام وكرامة الإنسان أينما كان.وبوفاته رحمه الله، فقدت الكويت والأمتان العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء علما استثنائيا، أفنى حياته في تحقيق إنجازات وإسهامات لا تنسى في خدمة قضايا بلاده والعروبة والإسلام ونصرة الإنسان، وقد أسس صباح الأحمد مدرسة جديدة ونهجا مستحدثا في مفاهيم العمل السياسي والدبلوماسي، التي تقودها القيم والمبادئ والأخلاق، يشهد لها التاريخ.نرفع أكف الضراعة والدعاء إلى المولى القدير أن يجزي سموه بالرحمة الواسعة والمغفرة الحسنة، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.وعملاً بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون رقم 4 لسنة 1964، في شأن أحكام توارث الإمارة، فإن مجلس الوزراء ينادي بولي عهده صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أميرا لدولة الكويت، مبتهلين إلى المولى جلت قدرته أن يكلأ سموه بكريم عنايته ورعايته، ويمده بموفور الصحة والعافية، وأن يعينه ويسدد على دروب الخير خطاه ويلهمه النجاح والتوفيق، بما عرف عن سموه، حفظه الله ورعاه، من حكمة وعفة وإخلاص وتفان لكل ما فيه رفعة الكويت ومصلحتها وأمنها وازدهارها، ليكون لنا جميعا خير خلف لخير سلف، إنه سبحانه سميع مجيب».اليمين الدستوريةمن جهته، أعلن رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أنه التقى أمس صاحب السمو أمير البلاد الحالي الشيخ نواف الأحمد، مع رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، حيث استمعا إلى توجيهاته السامية، وبناء عليه تقرر دعوة مجلس الأمة إلى عقد جلسة خاصة في الحادية عشرة من صباح اليوم، يؤدي خلالها سموه اليمين الدستورية وفقاً لنص المادة (60) من الدستور.