بومبيو في روما... والصين عنوان زيارته

نشر في 01-10-2020
آخر تحديث 01-10-2020 | 00:00
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في روما
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في روما
بدأ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، زيارة مرتقبة جداً إلى روما بعد هجوم مباشر على دبلوماسية الفاتيكان الذي يستعد لتجديد اتفاق مع الصين.

ولدى وصوله إلى روما في زيارة تستمر يومين في إيطاليا والفاتيكان ضمن جولة أوروبية، دعا بومبيو البابا إلى التحلي بـ "الشجاعة" لمكافحة "الانتهاكات الدينية".

وكان قبل ذلك حض الفاتيكان على انتقاد الانتهاكات الدينية في الصين مطالباً بـ "شهادة أخلاقية".

وقال وزير الخارجية الأميركي في مقابلة مع مجلة "فيرست ثينغز" الأميركية المحافظة: "الاتفاق بين الصين والفاتيكان لم يحم الكاثوليك من ممارسات الحزب".

ولن يلتقي بومبيو البابا فرنسيس فيما الأجواء محمومة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر. وأوضح مصدر في الفاتيكان أن لقاء ثنائياً بين الرجلين لم يكن مدرجاً في برنامج الزيارة على أي حال.

وسيلتقي اليوم المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي سيشارك معه أيضاً الأربعاء المقبل في ندوة حول حرية المعتقد تنظمها السفارة الأميركية لدى الفاتيكان في أحد الفنادق.

وعشية وصول بومبيو، رد مستشار مقرب من البابا فرنسيس على وزير الخارجية الأميركي من دون مواربة معتبراً أن الأميركيين "ينبغي ألا يتدخلوا في علاقاتنا مع الصين".

وأكد الكاردينال أوسكار مارادياغا من هندوراس لصحيفة إيطالية "التدخل ضرب من الجنون. يبدو لي أن القيادة الأميركية الراهنة تتحرك فقط على خلفية الانتخابات الأميركية. يسعون إلى إعادة انتخاب دونالد ترامب ويتصرفون متبعين هذا المنطق فقط".

في الولايات المتحدة غالباً ما يتحدث الرئيس الأميركي عن القمع الديني في الصين خلال حملته الانتخابية.

وزار بومبيو المسيحي الإنجيلي المتدين كنائس إنجيلية كثيرة محاولا استقطاب هؤلاء الناخبين الذين ساهموا كثيراً بفوز دونالد ترامب.

ويفيد معهد "بيو ريسيرتش سنتر" أن الكنيسة الكاثوليكية الأميرية منقسمة بين المؤيدين للجمهوريين (معظمهم من البيض) والمؤيدين للديمقراطيين (من أصول أميركية لاتينية). وأصوات هؤلاء تعتبر حاسمة في كل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويقول ماسيمو فايولي المؤرخ وعالم اللاهوت الإيطالي والأستاذ في جامعة فيانوفا في الولايات المتحدة، إن الملف الصيني غير مهم جداً بل "ثمة مطاردة راهناً لأصوات الكاثوليك في الولايات المتحدة" من خلال هجوم غير مسبوق لوزارة الخارجية نشر بالتحديد في مجلة مسيحية معارضة جداً للبابا.

وأضاف الخبير لوكالة فرانس برس: "نشهد محاولة لتحويل شعور معين مناهض للبابا وللفاتيكان إلى أصوات لمصلحة ترامب".

وتحمل مجموعة محافظة جداً من الكاثوليك على البابا وهي أميركية خصوصاً وتصفه بأنه "شيوعي". ويرى البعض أنه يتناول كثيراً التفاوت الاجتماعي والمهاجرين والمهمشين على حساب العقيدة التقليدية حول العائلة والأخلاقيات الجنسية.

وسيكون مسؤولون كبار في الكرسي الرسولي على الطاولة نفسها مع مايك بومبيو من دون أن يكون هناك أي نية بالتخلي عن الاتفاق مع الصين.

وكان البابا فرنسيس أعطى موافقته على تجديد الاتفاق لسنتين أخريين في أكتوبر "بنسق اختباري" على ما أفاد مصدر مطلع على الملف وكالة فرانس برس.

وأشار مقال نشرته صحيفة "اوسيرفاتوري رومانو" الرسمية في الفاتيكان إلى سنتين "إيجابيتين مع أنهما محدودتان" في إطار الاتفاق "تؤشران إلى إمكانية المضي قدماً".

وكان الفاتيكان أبرم في 22 سبتمبر 2018 اتفاقاً تاريخياً "موقتاً" مع بكين حول تعيين أساقفة. وأتى الاتفاق ثمرة عقود من المداولات للكرسي الرسولي الذي اختار دبلوماسية الخطوة خطوة لتوحيد صفوف الكنيسة الصينية المنقسمة.

ويعطي الاتفاق البابا الكلمة الفصل لتعيين أساقفة صينيين وقد اختير اثنان منهما منذ الاتفاق الذي ينتقده بعض الكاثوليك الذين يشجبون تمييزاً لا يزال قائماً.

والأربعاء يلتقي بومبيو نظيره الإيطالي لويجي دي مايو فضلاً عن رئيس الحكومة جوزيبي كونتي. وستشمل المحادثات العلاقات الثنائية وأزمة كوفيد-19 خصوصاً، فضلاً عن شبكة الجيل الخامس من الاتصالات.

ولا يعرف إن كان موضوع الصين سيطرح خلال هذه المحادثات. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي وقع نهاية أغسطس في روما اتفاقين تجاريين جديدين.

وفي مارس 2019، وقعت الحكومتان الصينية والإيطالية بروتوكل اتفاق لدخول إيطاليا إلى "طرق الحرير الجديدة" وهي مشروع ضخم للمنشآت البحرية والبرية أطلقته بكين في 2013.

back to top