الوصايا الخمس للأمير الراحل
إن حرص الأمير الراحل، رحمه الله، على التاريخ المشرف للحياة السياسية والبرلمانية الكويتية دعوة لنا لنعيد قراءة خطاباته وأفكاره، ووضعها أمام الأعين، وبلورتها إلى إطار من الديمقراطية، ومظلة من التطلع للعالمية، وتعزيز العلاقات الخارجية، عبر الدروس التي استقيناها تحت مظلة نسجه للعلاقات بخيوط من ذهب.
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
ولطالما أنقذنا الأمير الراحل من مراحل الاختناق في الحوار بين الحكومة وأعضاء البرلمان أثناء وقوفنا كشعب متفرج وناقد للاثنين معا، موجهاً حديثه لنا تحت قبة عبدالله السالم مراراً وتكراراً حول تفعيل «إرادة التغيير»، واعتماد نهج جديد يواجه التراكمات الثقيلة التي أفرزتها تجارب الكويت السابقة. ولطالما أيضا طالب من خلال كلماته بانتهاج مبدأ المعالجة المنهجية لمسيرة العمل الوطني، فكان، رحمه الله، يتابع مسيرة العمل الوطني بهدوء ملحوظ واهتمام شديد، ومن خلال اهتمام أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد وخطاباته البرلمانية نستذكر الوصايا الخمس التي دعا لها لتعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي: أولاً، الوحدة الوطنية وضرورة السعي إلى حمايتها من مظاهر الفرقة والتشتت. ثانياً، تطبيق القوانين والانتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة التطبيق الفعلي الجاد الذي يجسد العدالة والمساواة وسيادة القانون.ثالثاً، تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتطوير العلاقة بينهما فيما يعالج العثرات والاختناقات التي تعرقل مسيرة العمل الوطني. رابعاً، تصحيح المسار الإعلامي بمختلف مؤسساته وأدواته، وتجديد الخطاب السياسي.خامساً، العمل على رسم رؤية جديدة تقوم على استشراف المستقبل والتطلع نحو العالمية وهي ليست كلمات فحسب، بل نهجاً رسمه سموه، رحمه الله، للكويت.حظي ذلك النهج بتأييد الجميع وسط التمسك بالمؤسسة التشريعية، ومعالجة ما قد يصيب المؤسسات الحكومية من ترهل والممارسات البرلمانية من تعطيل.وحقيقة الأمر أن حرص الأمير الراحل، رحمه الله، على التاريخ المشرف للحياة السياسية والبرلمانية الكويتية دعوة لنا لنعيد قراءة خطاباته وأفكاره، ووضعها أمام الأعين، وبلورتها إلى إطار من الديمقراطية، ومظلة من التطلع للعالمية، وتعزيز العلاقات الخارجية، عبر الدروس التي استقيناها تحت مظلة نسجه للعلاقات بخيوط من ذهب.