«إنا لله وإنا إليه راجعون»... إننا نعزي أنفسنا والشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية ودول العالم برحيل والدنا وقائد الإنسانية وحكيم الأمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي سيذكره التاريخ، وستتوارث ذكراه الأجيال لما لهذا القائد الإنساني من دور كبير في نصرة المحتاجين والمظلومين، ومعالجة العديد من الملفات الدولية والإقليمية التي كانت بمثابة قنابل موقوتة. فبحكمة الحكيم يتم دائما تلك القضايا ومعالجتها وإصلاح الأوضاع، وتهدئة الأمور وتفويت الفرصة على العديد ممن سعوا إلى تفكيك الوحدة العربية والإسلامية، ولعل أن لوالد الجميع، رحمه الله، دوراً ريادياً في العمل الإنساني، وتوجيه كل الأجهزة المختصة لدعم الدول الفقيرة والمحتاجة واستضافة المؤتمرات لدعم الأشقاء من مختلف الشعوب دون النظر إلى جنسيتهم أو دينهم.
كان قائد الإنسانية لا يفرق بين أحد، إنما يقدّر دعم المحتاج حتى لو كان في آخر بقاع الأرض، ولا يخفى على الجميع الدور الذي قام به رحمه بتهدئة البراكين المتفجرة في إقليمنا الملتهب، والحفاظ على الكويت، وإبعادها عن أي صراعات لأنه ربان السفينة الذي يقودنا دائما إلى بر الأمان، وللمغفور دور كبير على الصعيد الخليجي في عدم تفكك مجلس التعاون واستمراره وتهدئة الأوضاع تمهيدا لإصلاح الخلافات بين الأشقاء.إنه صباح الأحمد الحكيم الذي لا ينام إلا بعد أن يشعر الجميع أنهم في بر الأمان، إنه الأمير الذي سابق الجميع لحضور حادثة مسجد الصادق وهو يذرف الدموع مكررا «هذولا عيالي». لقد فقدنا أباً رحل عنا تاركاً ذكراه الطيبة والعطرة وحب الجميع له... رحمك الله يا والد الجميع، وأسكنك فسيح جناته، فهذه السطور لن تفيك حقك لأنك بحر فاض حبه وعطاؤه على الجميع، وليس لنا في المقال إلا أن نقول: «إنا لله وإنا إليه راجعون»... وداعاً أبا ناصر.
مقالات - اضافات
الإنسانية تودع قائدها
02-10-2020