غابت شمس الصباح
تعود أن يرحل ويعود، سعى دائماً أن يكون حمامة سلام حتى مع شدة مرضه وأحياناً مع حزنه الشديد، لا يرعوي عن كسر جبال جليد الخلافات والصراعات، بل كانت سعادته وجل اهتمامه أن يتآلف الجميع ويتحابوا وأن تنتهي الخصومات والخلافات.أمير الإنسانية وفارس الدبلوماسية وسفير السلام رحل إلى السماء ولن يعود، رحل بإذن الله وفضله إلى جنة عرضها السموات والأرض، حيث السلام الدائم والمحبة النقية اللامتناهية التي ننشدها ونرجو حدوثها على الأرض.تبكيه الأرض التي طالما شهدت خطواته في طريق الخير والجد اللامحدود، وتبكيه السماء التي احتوت أحلامه العالية وأمانيه لسعادة البشر، ويبكيه البشر خصوصاً أبناءه، أبناء وطن النهار الذين طالما بكى آلامهم وشاركهم قاسي مصائبهم، ونسي نفسه في سبيل الاطمئنان عليهم، وفي سبيل الاهتمام بهم وتحقيق أحلامهم.
حروف الحزن والرثاء قاسية ثقيلة لا تخرج من النفس، لأننا نخاف منها ونتحاشاها دائماً، خصوصاً إذا كنا نرثي أباً حنوناً محباً تفانى في حب شعبه، أباً نعتز به وبإنجازاته في المجالات كافة، وبما قدمه لنا وللإنسانية جمعاء.مات أبونا صباح ومازال في القلوب حياً، مازالت عطاءاته وتفانيه وكل ما بذله لشعبه وللعالم أجمع، كأطيب ما عبق من عطر، وأعمق شذى لحياتنا، ومازالت أنوار إنجازاته شموس حب وفخر واعتزاز تغمر قلوبنا وأرواحنا وتنيرها. إلى جنة الخلد أبانا المحب الغالي وقائدنا الفذ، سفير الدبلوماسية وفارسها، أمير الإنسانية وراعيها، سيدي صاحب السمو صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله وغفر له، وأسكنه الفردوس الأعلى يارب.