العالم يبكي أمير الإنسانية
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
ولم يكن بالمفاجأة ما شهدناه من تهافت قادة وزعماء العالم على نعي سمو الأمير الراحل وإعلان الحداد عليه، والحديث عن خصاله الحميدة وسياسته الحكيمة وإنجازاته الكثيرة، وإنسانيته الفريدة، وشخصيته التي لن تتكرر، فالحزن لم يلف الكويتيين فحسب، إنما اتسعت دائرته إلى الوطن العربي قاطبة الذي فقد برحيل صاحب السمو قائداً حكيماً كان حريصاً على تعزيز صفوف دوله وتمتين وحدتها وإعلاء كلمتها، ووأد الخلاف بينها، فضلاً عن أحزان الإنسانية كلها التي فقدت بفقدان أميرها عطاءه الذي لم يبخل به على مصاب سمع به في مختلف أرجاء العالم، حتى غدت الكويت في عهده قبلة للمساعدات الإنسانية والوقفات النبيلة مع المصابين وذوي الكوارث.إن الأمير الراحل، رحمه الله، رحل عن دنيانا لكنه ترك خلفه إرثاً عظيماً سيظل يذكرنا بدوره الكبير في حياتنا وحياة الأجيال المقبلة بفضل ما رسخه من أسس لدولة المؤسسات التي تنبض بجميع مكوناتها نحو التحرك دائماً إلى الأمام، لدعم مسيرة النهضة والبناء والازدهار، ونسأل المولى سبحانه أن يعين صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، على استكمال مسيرة البناء والنهضة والعطاء لهذا الوطن المعطاء.نبتهل إلى المولى عز وجل في هذه اللحظات الأليمة أن يلهم أهل الكويت جميعاً ومحبي والدنا وقائدنا الراحل في كل مكان جميل الصبر والسلوان، وأن يرحمه بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه في جنات فردوسه الأعلى مع الأبرار والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وجزاه الجزاء الأوفى على ما قدمه من أعمال جليلة لوطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية. و"إنا لله وإنا إليه راجعون".